مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المنصوبات]

صفحة 332 - الجزء 1

  ١٤٠ - أبا خراشة أما أنت ذا نفر ... فإن قومي لم تأكلهم الضبع(⁣١)

  وارتفاع الاسم هنا وانتصاب الخبر بالفعل المحذوف على الصحيح⁣(⁣٢).


(١) البيت من البسيط وهو للعباس بن مرداس السلمي.

اللغة: «أبا خراشة» كنية شاعر مشهور اسمه خفاف بن ندبة «ذا نفر» يريد ذا قوم وجماعة «الضبع» أصله الحيوان المعروف ثم استعملوه في السنة المجدبة كثيرة القحط.

المعنى: يا أبا خراشة: إن كنت كثير القوم وكنت تعتز بجماعتك ورهطك فإن قومي موفورون كثيرو العدد لم تأكلهم السنون الشديدة المجدبة تضعفهم الحرب والأزمات.

الإعراب: (أبا) منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالألف؛ نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة، وأبا مضاف و (خراشة) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث (أمَّا) مركبة من أنَّ المصدرية، وما الزائدة النائبة عن كان المحذوفة (أنت) ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع اسم كان المحذوفة (ذا) خبر كان منصوب بالألف؛ لأنه من الأسماء الستة، وذا مضاف و (نفر) مضاف إليه، (فإن) الفاء تعليلية وإنَّ حرف توكيد ونصب (قومي) قوم اسم إن منصوب بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وقوم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (لم) حرف نفي وجزم وقلب (تأكلهم) تأكل فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون، وهم ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به لتأكل (الضبع) فاعل تأكل تأخر عن المفعول، والجملة من الفعل، وفاعله ومفعوله في محل رفع خبر إن.

الشاهد فيه: (أما أنت ذا نفر) والتقدير: (لأن كنت ذا نفر) حيث حذف كان وعوض عنها (ما) الزائدة وأدغمها في نون أن المصدرية وأبقى اسم «كان» وهو أنت وأبقى خبرها أيضاً وهو قوله: (ذا نفر) فالمحذوف من الجملة هو كان الناقصة وحدها.

(٢) إشارة إلى خلاف أبي الفتح ابن جني فقال: العامل فيهما «ما» هذه، ويجوز إظهار الفعل عند المبرد. (خبيصي).