مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الكلمة]

صفحة 35 - الجزء 1

  الحد، وما بعده إلى «مفرد» فصوله.

  وهي في اللغة: تطلق على الكلام نحو: {كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا}⁣[التوبة: ٤٠]، أي: كلامه، وعلى الشهادة يقال: قال فلان كلمة الشهادة⁣(⁣١)، وعلى القصيدة⁣(⁣٢) كقولهم: أفصح كلمة قالتها العرب كلمة لبيد⁣(⁣٣): [الطويل]

  ٢ - أَلَا كُلُّ شيءٍ ما خلا الله باطلُ ... وكل نعيم لا محالةَ زائِلُ(⁣٤)


(١) وعلى الفعل وحده في اصطلاح المناطقة؛ لأنهم يقولون اللفظ المفرد اسم، وأداة وكلمة، فالاسم ظاهر، والأداة الحرف، والكلمة الفعل.

(٢) وعلى عيسى #، وعلى الفعل عند أهل المنطق.

(*) في (ب): يقال، وفي (نخ) أشار إليها في (ج) بقوله: (نخ) كقوله ÷.

(٣) الشاعر لَبِيد بن ربيعة بن مالك العامري، أبو عقيل أحد شعراء الجاهلية والمخضرمين من المعمرين، وفد على رسول الله ÷ فأسلم، وهاجر وحسن إسلامه نزل الكوفة وبها مات آخر أيام معاوية، عُمِّر في الجاهلية سبعين وفي الإسلام خمساً وخمسين، له ذكر في أمالي أبي طالب. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي #).

(٤) اللغة: لا محالة: لا بُدَّ. زائل: فانٍ. كل: اسم لاستغراق الأفراد إذا أضيفت إلى نكرة اقتضت عموم الأفراد، وإذا أضيفت إلى المفرد المعرف اقتضت عموم الأجزاء.

المعنى: كل شيء في هذا الوجود ماضٍ إلى زوال غير الله سبحانه، وفانٍ لا يدوم، وكل نعيم في هذه الدنيا زائل؛ فليعتبر العاقل ولا يغتر بالدنيا وما فيها.

الإعراب: (ألا) حرف استفتاح وتنبيه (كل) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وكل مضاف و (شيء) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة (ما) حرف مصدري (خلا) فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً على خلاف الأصل عائد إلى البعض المفهوم من الكلِّ السابق (الله) لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، وجملة (ما خلا الله) لا محل لها من الإعراب اعتراضية بين المبتدأ «كل» وخبره «زائل» أوفي محل نصب حال والتقدير: خالياً. (باطل) خبر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وكل مضاف و (نعيم) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره (لا) نافية للجنس (محالة) اسم لا مبني على الفتح في محل نصب، وخبر لا محذوف، والتقدير: لا محالة لنا، و (زائل) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة.

الشاهد فيه: إطلاق الكلمة لغة على القصيدة كونها كلاماً اشتمل على جمل مفيدة، وهذا من باب تسمية الشيء باسم جزئه كما صرح في شرح الأشموني وغيره، والبيت من الشعر قافية وقد يسمون القصيدة قافية.