[التوابع]
  ١٩٣ - هندٌ نَجْمٌ بَدْرٌ شَمْسُ ... وأناملها خَمْسٌ خمسُ(١)
  فهو وإن كان متعمداً لذكر الأول فكأنه غلَّط نفسه، وإلى غلط صريح، وهو أن يسبقه لسانه إلى ذكر المبدل منه ومراده البدل نحو قوله: «جاءني زيد الحمار» وإلى نسيان، وهو أن ينسى(٢) البدل فيعمد إلى ذكر المبدل منه، ثم يأتي بالبدل بعده تداركاً لما فرط، وهذان لا يقعان في فصيح(٣) الكلام.
  (ويكونان) يعني البدل والمبدل منه (معرفتين ونكرتين ومختلفين) في أنواع البدل كلها يأتي ذلك ست عشرة صورة تحقيقها في هذا الجدول:
(١) البيت من بحر المتدارك ولم نقف على نسبة له.
اللغة: «نجم» الكوكب والنجم الثريا، وهو اسم لها علم كزيد وعمرو فإذا قالوا: طلع النجم يريدون الثريا، وإن كان بدون أل تنكَّرَ.
الإعراب: (هند) مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (نجم) خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (بدر) بدل من نجم مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (شمس) بدل من بدر مرفوع بالضمة الظاهرة (وأناملها) الواو عاطفة وأنامل مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة (خمس) خبر مرفوع بالضمة الظاهرة (خمس) معطوف على خمس الأولى بحرف عطف محذوف، والتقدير: وأناملها خمس وخمس.
الشاهد فيه: إبدال بدر من نجم، وإبدال شمس من بدر بدل غلط، ويسمى هذا ترقياً في فصيح الكلام من الأدنى إلى الأعلى، وهذا على سبيل ادعاء الغلط وهو أبلغ في المعنى من التصريح بكلمة «بل» كما حققه السيد الشريف في حاشية المطول في توابع المسند إليه.
(٢) وإنما أشكل على كثير من الطلبة الفرق بين الغلط والنسيان وقد بيناه، وتوضيحه أن الغلط في اللسان والنسيان في الجنان. (قطر الندى).
(٣) ولا في الشعر، وإن وقع في كلام فحقه الإضراب ببل. (نجم الدين).