[التوابع]
  هو البدل، والمضمر المتكلم والمخاطب أعرف المعارف فلو أبدل منهما ظاهر بدل الكل وقيل: «جئت زيد، وضربتك زيداً» كان المبدل منه غير المقصود أعرف من البدل المقصود بمراتب، بخلاف ما إذا أبدلت الظاهر من ضمير الغائب كما مثل في الكتاب فالتفاوت يسير مغتفر.
  فأما بدل البعض(١) فيصح مطلقاً نحو: «ضربتك رأسك، وضربتني رأسي، وضربته رأسه» وكذلك بدل الاشتمال نحو: «كرهتني علمي» قال الشاعر:
  ١٩٤ - دعيني إِنَّ أمرك لَنْ يُطَاعا ... وما أَلَفْيتِنِي حِلْمِي مُضَاعا(٢)
  و «كرهتك عملك، وكرهته علمه» وكذا بدل الغلط نحو: «كرهتني الحمار، وكرهتك الحمار، وكرهته الحمار».
(١) والاشتمال والغلط فإن المانع فيها مفقود إذ ليس مدلول الثاني فيها مدلول الأول. (جامي).
(٢) هذا البيت من كلام عدي بن زيد العبادي وهو من بحر الوافر ويروى (ذريني) مكان (دعيني).
اللغة: (دعيني) معناه اتركيني (ألفيتني): وجدتني.
الإعراب: (دعيني): دعي فعل أمر مبني على حذف النون وياء المؤنثة المخاطبة فاعله والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول به (إن) حرف توكيد ونصب (أمرك) أمر اسم إن وأمر مضاف والكاف مضاف إليه (لن) حرف نفي ونصب واستقبال (يطاعا) فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، ونائب الفاعل ضمير مستتر فه جوازاً تقديره هو يعود إلى أمر والألف للإطلاق، والجملة من الفعل ونائب الفاعل في محل رفع خبر إنَّ (وما) الواو عاطفة وما نافية (ألفيتني) ألفى فعل ماض وتاء المخاطبة ضمير متصل مبني على الكسر في محل رفع فاعل، والنون للوقاية وياء المتكلم مفعول أول (حلمي) حلم بدل اشتمال من ياء المتكلم في «ألفيتني» منصوب بفتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة وحلم مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (مضاعاً) مفعول ثان لألفى.
الشاهد فيه: قوله: (ألفيتني حلمي) حيث أبدل الاسم الظاهر وهو قوله: حلمي بدل اشتمال من ضمير الحاضر وهو ياء المتكلم في «ألفيتني».