مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الإعراب]

صفحة 51 - الجزء 1

[الإعراب]

  (والإعرابُ) هو في اللغة مشتق من⁣(⁣١) الإبانة يقال: «أعرب فلان عن حاجته» أي أبان عنها، والثَّيِّب تعرب عن نفسها، أي: تبين، ومن التغيير كما يقال: «عَرُبَت معدة الفصيل» إذا تغيرت. وهو تبيين وتغيير ويزيل الفساد الناشئ من التباس بعض الأمثلة ببعض كما في قولك: «ما أحسن زيدٌ» فإن أردت نفي الإحسان عنه رفعته⁣(⁣٢) وفتحت نون أحْسَن، وإن أردت التعجب من حسنه نصبته مع فتح النون⁣(⁣٣)، وإن أردت الاستفهام عن أي شيء أحسنه جررته مع ضم النون⁣(⁣٤)، فلولا الإعراب لما فهم ذلك فكذلك في الفاعلية والمفعولية والإضافة - (ما اختلف آخره⁣(⁣٥)) أي: آخر المعرب (به) أي: بالإعراب (ليدل على المعاني) التي هي الفاعلية والمفعولية والإضافة الحاصلة من نسبة أحد الجزأين إلى الآخر (المعتورة) والمتداولة، والمتناوبة، والمتعاقبة (عليه) أي: على الاسم.

  (و) لما كانت المعاني ثلاثة جعلت (أنواعه⁣(⁣٦)) أي: أنواع الإعراب ثلاثة


(١) صوابه بمعنى.

(٢) على أن ما نافية، و (أحسن) فعل ماض، وزيد فاعله.

(٣) على أن «ما» استفهامية مبتدأ وأحسن خبر مضاف إلى زيد. أيُّ شيء هو الحسن فيه، وأحسن في هذا أفعل تفضيل.

(٤) على أن «ما» بمعنى شيء، وأحسن فعل ماض، وزيداً مفعوله.

(٥) فإن قيل: إن الضمير عائد إلى الإعراب، وذكر المحدود في الحد ضعيف؛ لأنه يؤدي إلى الدور. أجيب بأنه لما ذكر ضمير هان الاعتراض بل الحق أن الضمير عائد إلى «ما» التي هي عبارة عن حركة أو حرف فلا يرد ما ذكر.

(٦) وإنما قال: وأنواعه أي: أنواع الإعراب، وفيما سيأتي في المبنيات: وألقابه؛ لأن كل واحد من الرفع والنصب والجر دال على نوع من المعاني، فلما كانت المدلولات أنواعاً كانت الدوال عليها أنواعاً. بخلاف هناك؛ لأن كل واحد من علامات البناء فيه يدل على أمر واحد وهو البناء. (هندي).