[المبنيات]
  (وهي) أي: أيّ وأية (معربة(١) وحدها) في جميع استعمالاتها دون سائر الموصولات، وذلك لاستعمالهم إياها مضافة، والإضافة للمعربات، (إلا إذا حذف صدر صلتها) فإنها تبنى على الضم؛ لأنه مقتضى أصلها(٢)، وذلك لاحتياجها إلى ذلك المحذوف، فأشبهت الحرف مثل قوله تعالى: {ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا ٦٩}[مريم]، أي: الذي هو أشد، فحذف المبتدأ وهو الضمير، وبقي الخبر وهو أشد، ومثله قول الشاعر:
  ٢٥٦ - إذا ما أتيت بني مالك ... فَسَلِّمْ على أيهم أفضل(٣)
= بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة، (فأجابني) الفاء عاطفة، وأجاب: فعل ماض، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقدديره هو يعود على امرئ، والجملة معطوفة على دعوت فلا محل لها من الإعراب، والنون للوقاية، والياء ضمير متصل في محل نصب مفعول به، (وكنت) الواو واو الحال، وكان: فعل ماض ناقص، والتاء ضمير المتكلم اسمها مبني على الضم في محل رفع، (وإياه) الواو: واو المعية، وإياه: مفعول معه في محل نصب، (ملاذاً) خبر كان منصوب بالفتحة الظاهرة، (ومؤئلاً) الواو عاطفة، وموئلاً: معطوف على ملاذاً، والمعطوف على المنصوب منصوب، والجملة من كان واسمها وخبرها في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله: (امرءاً أي امرئ) حيث جاءت «أي» صفة لنكرة، وهو قوله: امرأً.
(١) بالاتفاق.
(٢) من غير ضم، وأما بناؤهما على الضم فلشبههما بقبل وبعد. (خالدي).
(*) إلا على اختلاف في اللذان واللتان وفي ذو الطائية، وإنما أعربت لأنه التزم فيها الإضافة إلى المفرد التي هي من خواص الاسم المتمكن فلا يرد حيث وإذ وإذا. (جامي).
(٣) هذا البيت من المتقارب وينسب لغسان بن وعلة أحد الشعراء المخضرمين من بني مرة بن عبّاد ويروى: لقيت بدل أتيت.
الإعراب: (إذا) ظرف متضمن معنى الشرط، (ما) زائدة، (أتيت) فعل وفاعل، والجملة من الفعل والفاعل في محل جر بإضافة إذا إليها وهي جملة الشرط، (بني) مفعول به لأتى، وبني مضاف و (مالك) مضاف إليه مجرور بالكسرة، (فسلم) الفاء داخلة في جواب الشرط، وسلم: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنت، (على) حرف جر، (أيُّهم) يروى بضم الياء وبجره، وهم اسم موصول على الحالين فعلى الضم، هو مبني وهو الأكثر في =