مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الإعراب]

صفحة 52 - الجزء 1

  (رفعٌ⁣(⁣١) ونصبٌ وجرٌ) ليكون لكل معنى نوع (فالرفع⁣(⁣٢) علم الفاعلية) ليدخل في هذا الفاعل وما أشبهه كالمبتدأ والخبر ونحو ذلك، وفي جعل الرفع للفاعلية معادلة من حيث قلة الفاعل وثقل الرفع ومناسبة من حيث كون الفاعل عمدة وقوة الرفع فكان الأثقل القوي للأقل العمدة (والنصب⁣(⁣٣) علم المفعولية) يدخل في هذا المفاعيل الخمسة وما أشبهها كالحال والتمييز ونحوهما، وفي جعل النصب لذلك معادلة من حيث خفته وكثرة المفاعيل، ومناسبة من حيث ضعفه، وكون المفاعيل ونحوها فضلات (والجر علم الإضافة⁣(⁣٤)) وهي بابٌ واحد، وخصت به الإضافة لكونها متوسطة بين الكثرة والقلة والعمدة⁣(⁣٥) والفضلة، والجر متوسط بين الخفة والثقل والقوة والضعف ففي ذلك معادلة


(١) وسمي الرفع رفعاً لارتفاع الشفة السفلى عند التلفظ به، ولرفع مرتبته من بين أخويه لكون علماً لما هو عمدة الكلام، وإنما سمي النصب نصباً لانتصاب الشفتين على حالهما عند التلفظ به، وإنما سمي الجر جراً؛ لأن عامله يجر الفعل إلى الاسم ولأن الشفة السفلى تجر إلى أسفل عند التلفظ به. (غاية تحقيق). (هامش (ب) وهامش (أ) بتصرف يسير).

(٢) قال نجم الدين: ولو قال: فالرفع علم العمدة والنصب علم الفضلة، والجر علم المضاف إليه لكان أخصر لفظاً، وأتم معنى.

(*) أي: علامة كون الشيء فاعلاً حقيقة أو حكما؛ ليشمل الملحقات بالفاعل أيضاً، كالمبتدأ والخبر وغيرهما. (جامي).

(٣) أي: علامة كون الشيء مفعولاً حقيقة أو حكماً ليشمل الملحقات به. (جامي).

(٤) ولما كانت الإضافة مصدراً بنفسها لم يحتج إلى إلحاق الياء المصدرية بها كما في الفاعلية والمفعولية. (جامي).

(٥) قوله: والعمدة والفضلة ... الخ والمناسبة بينهما في التوسط لما كان المضاف إليه تارة فاعلاً نحو «أعجبني دق القصار الثوب» وأخرى مفعولاً نحو «أعجبني ضرب اللص الجلادُ». (غاية). ولأن المضاف إليه يكون في موضع تكميل العمدة نحو «جاءني عبدالله» وفي موضع تكميل الفضلة نحو «رأيت عبدالله». وفي موضع يقع فضلة نحو زيد ضارب عمرو. (هامش أصل).