مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 87 - الجزء 2

  وهذا عند سيبويه وأتباعه، وأما الكوفيون فيعربونها⁣(⁣١)، وقرئ شاذاً ثم لننزعن من كل شيعة أيَّهم أشد بالنصب⁣(⁣٢)، (وفي ماذا صنعت⁣(⁣٣) وجهان: أحدهما: ما الذي) على أن «ما» استفهامية مرفوعة المحل بالابتداء، وذا موصولة صلتها صنعت، والعائد المفعول محذوف تقديره: أي شيء الذي صنعته، (و) هذا الكلام (جوابه رفع⁣(⁣٤)) بأن تقول: «خير» أي: الذي صنعته خبر ليكون الجواب مطابقاً للسؤال، ومنه قول الشاعر:

  ألا تسألان المرء ماذا يحاول ... أنحب فيقضى أم ضلال وباطل(⁣٥)


= مثل هذه الحالة، وعلى الجر هو معرب بالكسرة الظاهرة، وعلى الحالين هو مضاف والضمير مضاف إليه، (أفضل) خبر لمبتدأ محذوف، والتقدير: هو أفضلُ، والجملة من المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب صلة الموصول الذي هو أي.

الشاهد فيه: قوله: (أيهم أفضل) حيث أتى بأي مبنياً على الضم على الرواية المشهورة الكثيرة الدوران على ألسنة الرواة؛ لكونه مضافاً، وقد حذف صدر صلته وهو المبتدأ الذي قدرناه في إعراب البيت.

(١) وذلك لأنه لم تحذف الصلة بكمالها، بل حذف منها جزء، وقد بقي ما هو معتمد الفائدة. اهـ (نجم الدين).

(٢) قال الجرمي: خرجت من خندق الكوفة حتى أتيت مكة فلم أسمع أحداً يقول: «اضرب أيهم» إلا منصوباً، حكاه (نجم الدين). (خالدي).

(٣) ومنه {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ}⁣[النحل: ٢٤]. (خبيصي).

(٤) أي: مرفوع.

(٥) تقدم إعراب هذا البيت برقم (٢٤٦).

الشاهد فيه: قوله: (أنحب) والمراد بالاستشهاد أنه جعل «ماذا» كلمتين حيث استعمل «ذا» موصولة بمعنى الذي ودليل ذلك إتيانه بعده بجملة الصلة وتقدم «ما» الاستفهامية ولا يجوز جعل «ذا» ملغاة مركبة مع «ما» مفعولاً مقدماً لـ «يحاول» لأنه جاء بالبدل مرفوعاً فدل على أن المبدل منه مرفوع كذلك ويضعف جعل «ماذا» مبتدأ وجملة يحاول خبراً لعدم الرابط.