مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 91 - الجزء 2

  وبراك بمعنى أبْرك، وتراك بمعنى اترك، وغير ذلك؛ إذ أفعالها منَعَ ونَزَل وبرَك وترَكَ. فأما الرباعي فسماع لم يسمع فيه إلا عرعار⁣(⁣١) لعبة للصبيان، وقرقار⁣(⁣٢) حكاية صوت الرعد، وعند الأخفش [أنه] قياس فيقال: قرطاس من قرطس، ونحو ذلك.

  (و) مما بُني بناء نزال وإن لم يكن من أسماء الأفعال ما أتى على وزن (فعال) في حال كونه (مصدراً معرفة كفجار⁣(⁣٣)) علماً للفجرة أو الفجور، ويسار للميسرة، وحماد للمحمدة، وهجاج⁣(⁣٤) للباطل، وبوار للهلاك، وغير ذلك.

  (و) مما بني بناء نزال وليس من أسماء الأفعال ما أتى على وزن فعال في حال كونه (صفةً⁣(⁣٥)) من الصفات (مثل يا فسَاق) من فاسقة، ويا لكاع، أي: يا لكعا، ويا خباث، أي: يا خبيثة، ويا ذفار، أي: يا ذافرة، بمعنى منتنة الرائحة، ويا خضاف بخاء وضاد معجمتين، أي: يا خاضفة⁣(⁣٦)، ويا حباق أي: يا حابقة⁣(⁣٧)، فكل


= السكون غير أنه لا يكون بعد الألف ساكن غير مشدد، فحرك بالكسر لالتقاء الساكنين.

(١) فهو بمعنى عرعر.

(٢) يقال: ليس المراد بقرقار حكاية صوت الرعد، وإلا لكان من الأصوات كـ «طَقْ» حكايةَ وقع الحجارة، يؤيده قول نجم الدين حيث قال ما لفظه: ولم يأت في الرباعي عِدْل أصلاً، وإنما قرقار حكاية صوت الرعد فقط، وعرعار حكاية أصوات الصبيان، وعبارة الخبيصي: وقرقار في قوله: قالت: ريح الصبا قرقار، أي: قرقر أي: صوت بالرعد، أي: قالت الريح للسحاب قرقر.

(٣) وليس فجار مصدراً حقيقة، وإنما هو في معنى المصدر، وكذا سائرها، وهو فَجْرَة أطلقت عليه فجار.

(٤) معدول به عن الهجة يقال: هج فلان إذا ركب فرسه، ولم يمض في طريق مستقيم.

(٥) لازمة مختصة بالنداء.

(٦) بمعنى ضارطة.

(٧) بمعنى ضارطة.