[المبنيات]
  هذا (مبني) كبناء نزال؛ (لمشابهته له) أي: لنزال (عدلاً(١)) من حيث كونه معدولاً به عن لفظ آخر كما مثلنا (وزنة)؛ إذ الوزن واحد، وهو فعال كما ترى.
  (و) اختلف فيما أتى على وزن نزال وهو غير اسم فعل [في] حال كونه (علماً(٢) للأعيان مؤنثاً كقطام) من قاطمة، (وغلاب) من غالبة، وحذام من حاذمة، وبهان من بهنانة، أي: طيبة الريح، وسجاح(٣) من سجحا، وهي المتنبئة التي تزوجها مسيلمة الكذاب، وسكاب وخصاف لفرسين، وملاع ومناع علماً لهضبتين، فهذا كله (مبني(٤) في) لغة أهل (الحجاز) لمشابهته نزال عدلاً وزنة، (معرب في) لغة بني (تميم) إلحاقاً منهم لهذا بسائر المعدولات كعُمر وبلع، فيمتنع للعدل والعلمية كما قدمه الشيخ، وفيه ما سبق(٥) (إلا ما آخره راء نحو: حضار) لكوكب يشبه سهيلاً ويطلع قبله، وعرار لبقرة، وظفار ووبار أسماء بلدين، وغير ذلك، فإن بني تميم إلا القليل منهم يوافقون أهل الحجاز فيما هذا حاله؛ لأن الراء حرف متكرر، وفيها ثقل فبني(٦)، وعلى الحركة لعروض البناء، أو لالتقاء الساكنين، وعلى الكسر؛ لكونه الأصل في تحريك الساكنين، وقصداً للإمالة(٧)؛ لأنها من لغتهم، والكسر يناسبها، وعن القليل منهم أنهم
(١) إنما لم يكتف بأحدهما لأنه لو اكتفى بالعدل لدخل عليه ثلاث ومثلث، ولو اكتفى بالزنة لدخل عليه سلام وكلام، فظهر أنه لا بد من اعتبارهما. (هندي).
(٢) وإنما قال: علماً ليخرج باب فساق. وإنما قال: للأعيان ليخرج باب فجار لأنه وإن كان علماً فإنه للمعاني لا للأعيان. وقوله: مؤنثاً تنبيه على أنه لم يقع إلا كذلك. (سعيدي). قال نجم الدين: لأن جميع ألفاظها مؤنثة وإن كان المسمى بها مذكراً. (رصاص).
(٣) من السجح وهو السهولة.
(٤) على الكسر.
(٥) في المعرب من أنه يمتنع للتأنيث والعلمية، ولا حاجة إلى العدل.
(٦) لأنه أخف؛ إذ سلوك طريقة واحدة أسهل من سلوك طرائق مختلفة. (جامي).
(٧) وهي أن ينحى بالفتحة نحو الكسرة.