مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الأصوات]

صفحة 94 - الجزء 2

  للبهائم، فالأول كغاق) حكاية لبعض أصوات الغراب، و «طق» حكية وقع الحجارة⁣(⁣١)، و «قب» حكاية وقع السيف، و «ماء» حكاية بُغام⁣(⁣٢) الظبية، و «شِيب» حكاية صوت مشافر الإبل عند الشرب، ونحو ذلك.

  (والثاني): وهو الذي صوت به للبهائم (كنِخّ⁣(⁣٣)) بتشديد الخاء مكسورة، أو سكونها خفيفة لإناخة الإبل، و «هَلَا» بتخفيف اللام زجرللخيل، و «عَدس⁣(⁣٤)» زجر للبغل، وبه سمي، و «هِيد»⁣(⁣٥) زجر للإبل، و «حَبَّ» حث للجمل فقط، و «حَلّ» زجر للناقة خاصة، و «سعْ⁣(⁣٦)» حث للإبل على المشي، و «هَجْ وهَجٍّ» زجر للكلب، و «هِسَّ وفاعِ⁣(⁣٧)» زجر للغنم، وغير ذلك، إذ قد أجرى الله أن البهائم إذا سمعت هذه الأصوات فعلت بمقتضاها.


= غير تعليق بالغير كـ «وي»، وهو المتعجب يقال: «وي ما أعقله»، أي: يتعجب من كمال عقله، قال تعالى: {وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ٨٢}⁣[القصص]، أي: ما أشبه الحال بأن الكافرين لا ينالون الفلاح وكـ «أَوَّه» صوت المتوجع يقال: أَوَّه أي: أتوجع، ونحو ذلك. قيل: لأن حكمه يعلم بالدلالة؛ لأنه أولى الأقسام، وذلك لأن هذين القسمين لما كانا ملحقين بالأسماء المبنية لجريها مجرى ما لا تركيب فيه من الأسماء - كان ذلك القسم ملحقاً بها أولى؛ لكونه صوت الإنسان من غير تعليق بغيره، أو يقال: في الكلام حذف معطوف، أي: أو صوت به للبهائم، أو غيرها، فلا يخرج ما صوت به للتعجب كـ «وي»، أو لتوجع كـ «أوه»، والحذف بقرينة أن هذا القسم أولى الأقسام.

(١) فوق الحجارة.

(٢) أي: صوتها.

(*) قال في شامل اللغة: وهي بميم مفتوحة وهمزة ساكنة، وهي مركبة من حكاية صوت الشاة والظبي إذا قال: «مِئْ» بكسر الميم وهمزة ساكنة.

(٣) بفتح النون.

(٤) بالسكون؛ لأنه صوت يحكى، ولم يقع في آخره ما يوجب تحريكه فيبنى على السكون.

(٥) بكسر الهاء، وفتحها.

(٦) مبني على السكون.

(٧) بالكسر.