[المبنيات]
  بمثالين، (وأخواتهما) إلى تسعة عشر (إلا اثني(١) عشر)(٢) فقط، فإن الاسم الأول وهو اثنان معرب؛ إذ لما قصدوا تركيب الاسمين حذفوا الواو من «وعشرة»؛ لقصد الاتصال، فبقيت النون، وهي كنون التثنية مؤذنة بالانفصال، فحذفوها كحذف نون التثنية للإضافة، فأعربوه إعراب المضاف، وأما الاسم الثاني فيبنى لتضمنه الواو، (وإلا) يتضمن الثاني حرفاً بني الأول لوجود علة(٣) البناء فيه، و (أعرب(٤) الثاني) إعراب المنصرف في النكرة، وإعراب ما لا ينصرف في العلم(٥)؛ لعدم علة البناء فيه، وأصل الأسماء الإعراب، (كـ «بعلبك)، وحضرموت، وقالي قلا، ومعد يكرب»، (و) لذلك قال الشيخ: (بني الأول في الأفصح) من اللغتين لما مر، تقول: «جاءني بَعْلَبَكُّ»، و «رأيت بعلبكَّ»، و «مررت ببعلبكَّ». وكذلك حضرموت، وثاني معد يكرب، فأما الأول منه فساكن لفظاً ومفتوح تقديراً(٦)، وكذلك أول قالي قلا، وثانيه ساكن لفظاً ومقدر عليه الإعراب؛ لكونه مقصوراً، ومن هذا قول امرئ القيس:
  ٢٥٩ - لَئِن أنكرتني بعلَبكُّ وأهلُها ... فلا ابن جُرَيج في قرى حمصَ أُنكرا(٧)
(١) استثني من باب خمسة عشر؛ لأنه يخالفه في البناء، وأما باب حادي عشر فلا يخالف ثاني عشر في البناء.
(٢) واثنتا عشر.
(٣) وهو تنزله منزلة صدر الكلمة من عجزها.
(٤) قال ركن الدين: ولو قال الشيخ: وإلا أعرب الثاني إن لم يكن مبنياً قبل التركيب لكان أصوب؛ لئلا يرد عليه نحو: سيبويه وعمرويه ونفطويه، فإن الثاني مبني؛ لأنه صوت.
(٥) للعلمية والتركيب.
(٦) لا وجه للتقدير عند من يبنيه؛ لأنه يبنيه على السكون، وحركة البناء لا تقدر.
(٧) البيت من بحر الطويل، وقد نسبه الشارح.
اللغة: (بعلبك) بلد بالشام، والبعل الأرض المرتفعة تمطر في السنة مرة، وكل زرع ونخل وشجر لا يُسقى أو ما تسقيه السماء، وصنم كان لقوم يونس #، وملك من الملوك، والبعل: الزوج، =