مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الكنايات]

صفحة 99 - الجزء 2

  وكذا للعدد) أي: للكناية عن العدد⁣(⁣١)، وبني «كذا» لأن أصله «ذا» أدخل عليه كاف التشبيه⁣(⁣٢)، (وكيت⁣(⁣٣) وذيت للحديث) أي: يكنى بهما عن الحديث تقول: قال لي فلان كيت وكيت وذيت وذيت، وبنيا لإجرائهما مجرى المكنى⁣(⁣٤) عنهما من الجملة⁣(⁣٥)، (فكم الاستفهامية) بنيت لتضمنها همزة الاستفهام (مميزها منصوب مفرد) أما نصبه فلأن أكثر المميزات كذلك، ولكون التمييز فضلة، والنصب إعراب الفضلات، وكذلك علة إفراده، أو لأن كم ثقيلة⁣(⁣٦) مفتقرة إلى التخفيف، والمفرد المنصوب أخف، أو لأن كم


(١) قليلاً وكثيراً ووسطاً، ويعرف كل من ذلك بالمميز. فإن قيل: كذا دراهم فللقليل؛ لأنه مميزه، وإن قيل: كذا درهماً فللوسط؛ لأنه مميزه، وإن قيل: كذا درهم فللكثير؛ لأنه مميزه.

(٢) وصار المجموع بمنزلة كلمة واحدة بمعنى كم، وبقي «ذا» على أصل بناه. (جامي).

(٣) قال في درة الغواص ما معناه: إنه إنما يكنى بكيت وكيت عن الأفعال يقال: كان من الأمر كيت وكيت، وأما ذيت وذيت فيكنى بهما عن الأقوال يقال: «فلان ذيت وذيت»، ولا يستعمل كيت وكيت إلا مكررتين بينهما حرف العطف، وكذا ذيت وذيت، وأجاز بعضهم «كيت وذيت».

(٤) وعبارة الجامي: لأن كل واحد منهما كلمة واقعة موقع الجملة التي هي من حيث هي لا تستحق إعراباً، ولا بناء، فلما وقع المفرد موقعها ولم يجز خلوه منها رجح البناء الذي هو الأصل في الكلمات قبل التركيب.

(٥) لأن الجملة لا محل لها من الإعراب من حيث لا تستحق إعراباً ولا بناء؛ لأنها من خواص المفردات.

(٦) عبارة الخبيصي: لكون المميز فضلة، وكونها ثقيلة، وكونها غير محتاج إليها مفتقرة إلى التخفيف.

(*) وقد أهمل المصنف مميز كذا وهو محتاج إليه، وقد روى الرصاص عن ركن الدين كلاماً فيه قال: ومميز كذا منصوب على التمييز غالباً تقول: «عندي كذا درهماً»، كما تقول: «ملأه عسلاً»، ثم ذكر أنه قد يكون مجروراً بإضافة كذا إليه، فتقول: «كذا درهم» بمنزلة «مائة درهم»، وقد يكون مرفوعاً بأنه مبتدأ ما قبله خبره. فإذا قلت: «عندي له كذا درهم» فدرهم مبتدأ وعندي خبر مقدم عليه، وكذا في موضع نصب على الحال كأنه قال: «عندي له درهم كائناً كذا».