[المبنيات]
  الاستفهامية كعدد مركب نحو: «أحد عشر» من حيث إنها في التقدير مركبةٌ مع همزة الاستفهام فحمل مميزها عليه، وحملاً لها أيضاً على مميز وسط(١) العدد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين، ولا يأتي جمعاً، ونحو: «كم لك شهوداً على فلان؟»، و «كم عليك دنانير؟» في معنى: كم نفساً حصل لك في حال كونهم شهوداً، ونحو ذلك، وأجازه الكوفيون جمعاً.
  (و) مميز كم (الخبرية(٢) مجرور مفرد) وهو الأكثر؛ تشبيهاً له بمميز العدد الكثير نحو: «مائة وألف»؛ إذ في كم الخبرية معنى التكثير، فأضيفت إلى مميزها وجر بالإضافة، كـ «ألف رجل [ومائة درهم]»، (ومجموع)(٣) وهو القليل، وذلك لتأكيد معنى الكثرة لما لم يكن في لفظ كم ما يشعر بها صريحاً كما في «مائة درهم وألف درهم»، وإذا فصل بينها وبين مميزها نصب(٤) كقوله:
  ٢٦٠ - كم نالني منهم فضلاً على عدم ... إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل(٥)
(١) لأنه لو جعل كأحد الطرفين لكان تحكماً. (جامي).
(٢) فإن قيل: كم الخبرية لإنشاء التكثير فما وجه الجمع بين كون كم الخبرية، وجملتها إنشائية، والتنافي بين الإنشاء والخبر ظاهر، ولهذا يجري التصديق والتكذيب في الخبر دون الإنشاء. قيل: لا تنافي بينهما؛ لاختلاف الجهة فنحو: «كم رجل ضربت» إخبار بضرب كثير من الرجال، وإنشاء لاستكثار الضرب، ولهذا يقال: كذبت ما ضربت كثيراً من الرجال، ولا يقال له: كذبت ما استكثرت الضرب كما لو قال: «ما أكثرهم» صح أن يقال: ليسوا كثيرين، وأن يقال: صح ما تعجبت من كثرتهم فاختلف جهة الإنشاء والخبر، ولا تنافي مع اختلاف الجهة. (غاية تحقيق)، ونهاية تدقيق.
(٣) مثل: «كم رجال».
(٤) قال في شرح التلخيص: وإذا فصل بين كم الخبرية ومميزها بفعل متعد، وحيث وجبت من ذلك لئلا يلتبس المميز بالمفعول. منه.
(٥) هذا البيت من بحر البسيط وهو للقطامي كما في ديوانه، ويروى: أجتمل بالجيم بدل (أحتمل)
اللغة: (أحتمل) أي: أرتحل، و (أجتمل) على الرواية الأخرى بمعنى أجمُل من الجمْل وهو إذابة الشحم.
الإعراب: (كم) خبرية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، (نالني) نال: فعل ماض مبني على =