مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 100 - الجزء 2

  الاستفهامية كعدد مركب نحو: «أحد عشر» من حيث إنها في التقدير مركبةٌ مع همزة الاستفهام فحمل مميزها عليه، وحملاً لها أيضاً على مميز وسط⁣(⁣١) العدد من أحد عشر إلى تسعة وتسعين، ولا يأتي جمعاً، ونحو: «كم لك شهوداً على فلان؟»، و «كم عليك دنانير؟» في معنى: كم نفساً حصل لك في حال كونهم شهوداً، ونحو ذلك، وأجازه الكوفيون جمعاً.

  (و) مميز كم (الخبرية⁣(⁣٢) مجرور مفرد) وهو الأكثر؛ تشبيهاً له بمميز العدد الكثير نحو: «مائة وألف»؛ إذ في كم الخبرية معنى التكثير، فأضيفت إلى مميزها وجر بالإضافة، كـ «ألف رجل [ومائة درهم]»، (ومجموع)⁣(⁣٣) وهو القليل، وذلك لتأكيد معنى الكثرة لما لم يكن في لفظ كم ما يشعر بها صريحاً كما في «مائة درهم وألف درهم»، وإذا فصل بينها وبين مميزها نصب⁣(⁣٤) كقوله:

  ٢٦٠ - كم نالني منهم فضلاً على عدم ... إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل(⁣٥)


(١) لأنه لو جعل كأحد الطرفين لكان تحكماً. (جامي).

(٢) فإن قيل: كم الخبرية لإنشاء التكثير فما وجه الجمع بين كون كم الخبرية، وجملتها إنشائية، والتنافي بين الإنشاء والخبر ظاهر، ولهذا يجري التصديق والتكذيب في الخبر دون الإنشاء. قيل: لا تنافي بينهما؛ لاختلاف الجهة فنحو: «كم رجل ضربت» إخبار بضرب كثير من الرجال، وإنشاء لاستكثار الضرب، ولهذا يقال: كذبت ما ضربت كثيراً من الرجال، ولا يقال له: كذبت ما استكثرت الضرب كما لو قال: «ما أكثرهم» صح أن يقال: ليسوا كثيرين، وأن يقال: صح ما تعجبت من كثرتهم فاختلف جهة الإنشاء والخبر، ولا تنافي مع اختلاف الجهة. (غاية تحقيق)، ونهاية تدقيق.

(٣) مثل: «كم رجال».

(٤) قال في شرح التلخيص: وإذا فصل بين كم الخبرية ومميزها بفعل متعد، وحيث وجبت من ذلك لئلا يلتبس المميز بالمفعول. منه.

(٥) هذا البيت من بحر البسيط وهو للقطامي كما في ديوانه، ويروى: أجتمل بالجيم بدل (أحتمل)

اللغة: (أحتمل) أي: أرتحل، و (أجتمل) على الرواية الأخرى بمعنى أجمُل من الجمْل وهو إذابة الشحم.

الإعراب: (كم) خبرية مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ، (نالني) نال: فعل ماض مبني على =