وقد جاء الجر [شاذاً]⁣^(⁣١) مع الفصل نحو قوله:

  ٢٦١ - كم في بني سعد بن بكر سيد ... ضخم الدسيعة ماجد نَفَّاع⁣^(⁣٢)

  وبنيت الخبرية حملاً لها على أختها الاستفهامية، أو لأن وضعها وضع الحرف، أو حملاً لها على رب حيث جعلناها للتكثير؛ لمناظرتها، أو للتقليل لمناقضتها، والنقيض يحمل على النقيض كما يحمل النظر على النظير، ودليل اسمية كم

الفتح، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على كم، والنون للوقاية، وياء المتكلم ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ، (منهم) جار ومجرور متعلق بنالني، (فضلاً) تمييز منصوب، (على عدم) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من مفعول نالني، أو متعلق بنال، (إذ) تعليلية أو بمعنى «حين»، (لا) نافية، (أكاد) فعل مضارع يرفع الاسم وينصب الخبر، واسمها ضمير مستتر تقديره: أنا، (من الإقتار) جار ومجرور متعلق بخبر أكاد الآتي، (أحتمل) فعل مضارع مرفوع بالضمة، والفاعل ضمير مستتر تقديره: أنا، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب خبر أكاد.

الشاهد فيه: قوله: «كم نالني منهم فضلاً» حيث نصب (فضلاً) على التمييز مع الفصل بينه وبين كم الخبرية بفاصل، والفراء يجيز جَرَّ «فضلاً».

(١) هذه العبارة زيادة من (ب).

(٢) البيت من بحر الكامل وهو للفرزدق.

اللغة: (الدسيعة) العطية، أي: ضخم العطايا، و (الماجد) عظيم المجد، أي: الشرف، و (النفاع) بتشديد الفاء كثير النفع، أي: كم سيدٍ عظيم العطايا في هذه القبيلة.

الإعراب: (كم) اسم كناية مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، (في) حرف جر، (بني سعد) بني اسم مجرور بفي وعلامة جره الياء، وبني مضاف وسعدٍ مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر كم، (سيد) تمييز كم مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة، (ضخم) صفة لسيد مجرورة، وضخم مضاف و (الدسيعة) مضاف إليه مجرور بالكسرة، (ماجد) صفة ثانية لسيد مجرورة، وعلامة جره الكسرة الظاهرة، (نفاع) صفة ثالثة مجرورة وعلامة جره الكسرة الظاهرة.

الشاهد فيه: جر (سيد) بكم مع الفصل بينهما بالجار والمجرور، وجواز ذلك خاصٌ عند سيبويه بالضرورة، وأجاز يونس في غير الضرورة، ولو رفع (سيد) أو نصب لجاز.