مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 102 - الجزء 2

  صحة الإسناد⁣(⁣١) إليها، وإضافتها⁣(⁣٢) والإضافة إليها، وجعلها مفعولة ومصدراً وظرفاً⁣(⁣٣) كما سيأتي، (وتدخل من⁣(⁣٤) فيهما) أي: في مميز الاستفهامية والخبرية نحو: «كم من رجل ضربتَ» في الاستفهامية، و «كم من رجلٍ» و «كم من آية» و «كم من نبيء» في الخبرية، فلا يعرف الفرق بينهما إلا بقصد المتكلم، أو لقرينة الحال أو المقال، (ولهما صدر⁣(⁣٥) الكلام) لما تقدم في علة بنائهما، (وكلاهما⁣(⁣٦) يقع مرفوعاً) بالابتداء⁣(⁣٧)، (ومنصوباً) بالمفعولية، أو الظرفية أو المصدرية، (ومجروراً⁣(⁣٨)) بحرف الجر أو الإضافة.

  (فكل⁣(⁣٩) ما بعده فعلٌ غيرُ مشتغلٍ عنه بضميره كان منصوباً معمولاً على حسبه) أي: على حسب التمييز، إن كان ظرفاً فكم ظرف، وإن كان مصدراً فكم مصدر، وإن كان لا أيهما فكم مفعول بها نحو: «كم ضربةً أو ضربةٍ


(١) نحو: «كم رجلاً زارك». (خبيصي). فقد أسند إليها زارك، وفيه ضمير يعود إليها.

(٢) نحو: «كم غلام رجل ضربت».

(٣) ودخول حرف الجر عليها نحو: «بكم رجلاً مررت». (خبيصي).

(٤) قال نجم الدين: لم أعثر على مميز الاستفهامية مجروراً بمن في نظم ولا نثر، ولا دل على جوازه كتاب من كتب النحو، ولا أدري ما صحته، وإذا انجر المميز بمن فلا بد من تقدير كم منونة، لكن جوز الزمخشري أن يكون كم في قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ}⁣[البقرة: ٢١١] استفهامية وخبرية. (منه).

(٥) أما الاستفهامية فللاستفهام، وأما الخبرية فلما تضمنته من المعنى الإنشاء في التكثير، كما أن رب لما تضمنته المعنى الإنشاء في التقليل وجب لها صدر الكلام. (شرح ابن الحاجب).

(٦) لو قال: وكلتاهما لكان أوفق لتأنيث الاستفهامية والخبرية، فهو على تأويل كلا هذين النوعين، وهما كم الاستفهامية والخبرية. (جامي).

(٧) ولم يقع كم فاعلاً؛ لاستحقاقه صدر الكلام، والفاعل لا يتقدم. «رصاص».

(٨) لأنهما اسمان، ولا بد لكل اسم مركب من إعراب، وهما قابلان لعوامل الرفع والنصب والجر. (خالدي).

(٩) أي: كل واحد من كم الاستفهامية والخبرية. (جامي).