مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الظروف]

صفحة 107 - الجزء 2

  وعلى الضم⁣(⁣١)؛ لتخالف حركتي الإعراب فيها كالنصب إن عدم الجار، والجر إن وجد، وعلى حركة ليدل على أن البناء عارض كما قال تعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}⁣[الروم: ٤].

  فإن لم ينو المضاف إليه نصب كقول الشاعر:

  ٢٦٣ - فساغ لي الشراب وكنتُ قبلاً ... أكادُ أغصُّ بالماءِ الفراتِ(⁣٢)


= لاختصاصها بالأسماء، وأما حيث وإذا وإذ وإن كانت مضافة إلى الجملة الموجودة بعدها إلا أن إضافتها ليست بظاهرة؛ إذ الإضافة في الحقيقة إلى مصادر تلك الجملة فكأن المضاف إليه محذوف. تمت (نجم الدين).

(١) الأولى في العبارة ما قاله في الغاية، وهو أنه قال: واختير الضم، يجبر النقصان حيث تمكن في نقصان الجر بها المضاف إليه، فجبر ذلك النقصان بالضم؛ لكونه أقوى الحركات. (غاية تحقيق).

(٢) البيت من بحر الوافر وينسب لعبدالله بن يعرب، والصواب أنه ليزيد بن الصعق، ويروى: «الحميم» بدل «الفرات»، ولعل الرواية الأولى أشهر، والثانية أنسب، كما في شرح التصريح.

اللغة: (ساغ لي الشراب) سهل مروره في حلقي، وطاب لي شرابه، (أغص) بفتح همزة المضارعة والعين المعجمة مفتوحة في الأكثر، ومضمومة في لغة قليلة، وهو من الغصص بفتح الغين والصاد، والغصص هو وقوف الطعام، واعتراضه في الحلق، (الفرات) هو الشديد العذوبة.

الإعراب: (فساغ) الفاء عاطفة، وساغ: فعل ماض مبني على الفتح، (لي) جار ومجرور متعلق بساغ، (الشراب) فاعل مرفوع، (وكنت) الواو: واو الحال، وكان: فعل ماض ناقص، وتاء المتكلم ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسمها، (قبلاً) ظرف زمان منصوب على الظرفية، متعلق بـ «كان»، (أكاد) فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره: أنا، و (أغصُّ) فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره: أنا، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر أكاد، وجملة أكاد واسمه وخبره في محل نصب خبر كان، وجملة كان واسمها وخبرها في محل نصب حال، (بالماء) جار ومجرور متعلق بأغص، (الفرات) نعت للماء، ونعت المجرور مجرور.

الشاهد فيه: قوله: (قبلاً) حيث جاء مقطوعاً عن الإضافة لفظاً ومعنى، ولهذا ورد معرباً منصوباً منوناً من قبيل تنوين التمكين الذي يلحق الأسماء المعربة، وقبلاً عند جمهور النحاة نكرة لأنه يريد مطلق التقدم، لا يريد تقدماً على شيء معين بخلاف الحال في أثناء الإضافة أو نيتها.