[المبنيات]
  ظرف كقوله ÷: «الآن حين انتهى إلى قعرها(١)»، فالآن: مبتدأ(٢)، وما بعده خبره.
  ومن الظروف المبنية لتضمنه لام التعريف «أمس» وبني على الكسر لالتقاء الساكنين، وبنو تميم يعربونه إعراب ما لا ينصرف(٣)، كقول الشاعر:
  ٢٧٢ - لقد رأيت عجباً مُذْ أَمْسَا ... عجائزاً مثل السَّعَالِي خَمْسَاً(٤)
(١) عن أبي هريرة: كنا مع رسول الله ÷، فسمعنا وجبة فقال ÷: «أتدرون ما هذا؟» قلنا: الله ورسوله أعلم. فقال: «هذا حجر أرسل في جهنم منذ ستين عاماً الآن حين انتهى إلى قعرها». والوجبة السقطة مع الهدمة.
(٢) أي: هذا الوقت وقت الانتهاء، فالآن هنا غير ظرف؛ لأن في لم تكن مقدرة، لكنه بني لوجود علة البناء فيه.
(٣) للتعريف والعدل فيقولون: «ذهب أمسُ بما فيه» بالرفع
(٤) البيتان من الرجز وهما للعجَّاج بن رؤبة.
اللغة: (عجائزاً) جمع عجوز، وهي المرأة الطاعنة في السن، (السعالي) بفتح السين جمع سعلاه بكسر السين، وسكون العين، وهي المغول، وقيل ساحرة الجن، (همسا) الهمس: الخفاء، وعدم الظهور، (لا ترك الله لهن ضرسا) يدعو عليهن بذهاب أضراسهن، وقوله: (ولا لقين الدهر ... إلخ) دعاء عليهن أيضاً.
الإعراب: (لقد) اللام واقعة في جواب قسم محذوف، وتقديره: والله لقد، وقد: حرف تحقيق، (رأيت) فعل وفاعل، (عجباً) مفعول به لأرى، وأصله صفة لمحذوف تقديره: لقد رأيت شيئاً عجباً، ثم حذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، (مذ) حرف جر، (أمسا) مجرور بمذ وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل عن الأمس، والألف للإطلاق، والجار والمجرور متعلق بأرى، (عجائزاً) بدل من قوله: عجباً منصوب وعلامة نصبه الفتحة وصرف للضرورة (مثل) نعت لعجائز، ومثل مضاف و (السعالي) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الياء للثقل، (خمساً) بدل من عجائز، أو صفة له منصوب بالفتحة الظاهرة (يأكلن) فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة، ونون النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل نصب صفة لعجائز، أو حال منها، (ما) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به، (في) حرف جر، (رحلهن) رحل: اسم مجرور، ورحل مضاف وهن مضاف إليه، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول، (همساً) مفعول مطلق منصوب بالفتحة الظاهرة، وأصله: صفة لمصدر محذوف، والتقدير: يأكلن أكلاً همساً، (لا) حرف نفي دال على الدعاء، (ترك) فعل ماض، (الله) فاعل، =