مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المبنيات]

صفحة 121 - الجزء 2

  يأكلن ما في رحلهن همسا ... لا ترك الله لهن ضرساً

  (والظرف)⁣(⁣١) المعرب (المضاف إلى الجملة، و) الظرف المضاف إلى («إذ» يجوز) إعرابه جرياً على الأصل، و (بناؤه⁣(⁣٢) على الفتح⁣(⁣٣))؛ لِشَبَهِهِ بالظروف المحتاجة إلى جملة تضاف إليها، وذلك كقوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ}⁣[المائدة: ١١٩]، وقوله تعالى: {مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ}⁣[المعارج: ١١]، فرفع يوم في الأولى على الخبر، وجره في الثانيه بإضافة عذاب إليه، وفتحهما بناء كما ذكرنا، (وكذلك⁣(⁣٤) مثل، وغير مع ما، وأنْ، وأنّ⁣(⁣٥)) أي: يجوز فيهما الإعراب بحسب العوامل والبناء على الفتح؛ لما ذكرنا في الظروف، وإن لم يكونا ظرفين⁣(⁣٦)، وذلك مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ٢٣}⁣[الذاريات]، فلك إعراب مثل بالرفع على الصفة لـ «حقٍ»، وفتحه بناءً كما ذكرنا.


= (لهن) جار ومجرور متعلق بترك، (ضرساً) مفعول به لترك.

الشاهد فيه: قوله: (مذ أمسا) فإنه أتى بكلمة أمسَ مفتوحة بدليل قوافي الأبيات مع أنها مسبوقة بحرف جر، وهي مذ، فدل على أن هذه الكلمة تعرب إعراب ما لا ينصرف حالة الجر وذلك بالفتحة نيابة عن الكسرة عند بعض بني تميم الذين يقولون بإعرابه غير منصرف مطلقاً.

(١) عبارة المتن في شرح الرضي ونخ مخطوطة للمتن: (والظروف المضافة).

(٢) لأنه لما أضيف إلى المبني وافتقر إليه اكتسب البناء منه. اهـ (نجم الدين).

(*) وفي شرح الرضي ورد المتن بلفظ الجمع من بداية قوله: [والظروف المضافة إلى الجملة وإذ يجوز بناؤها على الفتح] وشرح بلفظ الجمع تبعاً للمتن وكذلك في نخ متن مخطوط.

(٣) للتخفيف.

(٤) يعني: يجوز لك فيهما إذا أضيفتا إلى أحد حروف المصدر البناء والإعراب؛ لأن حروف المصدر تقع بعدها الجملة، والمضاف يفتقر إلى الجملة. (رضي معنى).

(٥) مثل يضاف إلى «أن» مثاله: «قيامي مثل أَنْ قمت»، وإلى «أنّ» مثاله: «هو حق مثل أن الشمس مشرقة»، وغير تضاف إلى «ما» مثل: «إكرامك زيداً غيرُ ما أنا طالب»، وإلى «أن» نحو قوله: «لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ... إلخ. وإلى «أنّ» كقوله: «ولا عيب فيهم غير أَنَّ سيوفهم».

(٦) وإنما ذكر بناؤهما في الظروف لكونهما مشابهين للظروف. (غاية) من حيث الإبهام.