مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المعرفة والنكرة]

صفحة 123 - الجزء 2

  وتكون لتعريف العهد عينياً⁣(⁣١) ذكرياً، وهو فيما سبق له ذكر نحو: قوله تعالى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا ١٥ فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}⁣[المزمل]، أي: المعهود، أو ذهنياً وهو: ما لم يسبق له ذكر، وإنما هو متعقل في ذهن السامع نحو: «ادخل السوق⁣(⁣٢)» لمن ليس بينك وبينه سوق معهود، والمراد المتعقل في ذهن المأمور، ولتعريف الجنس نحو: «الرجل خير من المرأة»، أو لاستغراقه نحو قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢}⁣[العصر]، أي: كل إنسان، ولذلك صح الاستثناء منه بقوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا}، (والنداء) نحو: «يا رجل»؛ إذ لما قصده بالخطاب تَعَرَّف بالقصد⁣(⁣٣)، فدخل في سلك المعارف، (والمضاف إلى أحدها⁣(⁣٤)) أي: إلى أحد هذه المعارف غير المنادى (معنى⁣(⁣٥)) أي: إضافة معنوية؛ إذ هي التي تفيد تعريفاً كما تقدم نحو: «غلامي وغلامك، وغلامه، وغلام زيد، وغلام هذا، وغلام الذي في الدار، وغلام الرجل»، (والعَلَمُ⁣(⁣٦))


(١) وإنما سمي عينياً لتقدم ذكره تشبيهاً للمسموع بالمعاين.

(٢) وهو في المعنى كالنكرة، وإن عومل في اللفظ معاملة المعارف من وقوعه مبتدأ وذي حال، ونحو ذلك.

(٣) إذا قصد رجلاً معيناً، بخلاف يا رجلاً لغير معين، فإنه نكرة، ولم يذكره المتقدمون؛ لرجوعه إلى ذي اللام؛ إذ أصل يا رجل: يا أيها الرجل. (جامي).

(٤) أي: أحد الأمور الستة المذكورة، ولا يستلزم صحة الإضافة إلى أحدها صحتها بالنسبة إلى كل واحد؛ فلا يرد أنها لا تصح إلا بالنسبة إلى الأربع الأول، فإن المنادى لا يضاف إليه. قيل: كان عليه أن يقول: والمضاف إلى المعرفة؛ ليدخل مثل: «غلام أبيك». والجواب: أن المراد بالمضاف إلى أحدها أعم من أن يكون بالذات أو بالواسطة، ولا يخفى عليك؛ نظراً إلى ما سبق أن المضاف إذا كان لفظ الغير أو المثل وما أشبههما فهو مستثنى من هذا الحكم. (جامي).

(٥) احتراز به عن المضاف إلى أحد هذه الأمور إضافة لفظية؛ فإنها لا تفيد تعريفاً. جامي بلفظه.

(٦) ولما سبق تعريف المبهمات والمضمرات - ومعنى المضاف إلى أحدهما معنى: ظاهر - والمعرف باللام والنداء مستغنٍ عن التعريف - خصّ العلم بالتعريف فقال: ... (جامي).