[المعرفة والنكرة]
  حقيقته: (ما وضع لشيء بعينه) وهذا يشمل جميع المعارف، (غير متناول غيره) خرج سائر المعارف غير الأعلام، فإن «أنا» ونحوه يصلح لكل متكلم، وهو صيغة واحدة، وكذلك «أنت» تخاطب به كل أحد، وكذلك سائرها.
  ولا يقال: إن النكرة كهذه المعارف؛ لأنا نقول: إن التعريف فيها حصل بالصيغة الموضوعة لها مع القصد، فلا بد من قرينة التكلم، ونحو ذلك فافترقا.
  تنبيه: وقد يكون العلم لشخص إنسان نحو: زيد وعمرو، أو فرس نحو: أعوج وسكاب، أو جمل نحو: شذقم وعليان، أو غير شخص نحو: أسامة وثعالة، ويسمى علم الماهية، ولغير حيوان نحو: عرفات وصنعاء وفجار وسحر، ونحو: «ستة ضعف(١) ثلاثة»، ونحو: أجمعون، وأخواتها، فإنها أعلام للألفاظ المؤكد(٢) بها، وهذا فيما ليس بكنية ولا لقب، والكنية(٣): ما صدر بالأب والأم نحو: أبي الحسن وأم كلثوم، واللقب: ما أفاد مدحاً نحو: الناصر والمنصور، والهادي $، ونحوه، أو ذماً نحو: قيس قُفَّة وزيد بطة، وتأبط شراً، وهي في الذم أكثر.
  وقوله: (بوضع(٤) واحد) ليرفع وَهْم من توهم أن زيداً إذا سمي به شخص ثم آخر، أن هذا الاسم الآخر هو الأول فيكون مثل: أنا وأنت؛ لأنا نقول: واضع اللغة وضع ذلك لشخص لا بنية الاشتراك، وأتى الواضع الثاني وضع
(١) وأربعة نصف ثمانية، وستة أكثر من خمسة، وخمسة أقل من ستة، فهذه جعلوها أعلاماً لقدر العدد لا لنفس المعدود، والدليل على علميتها منعها الصرف. ذكره في النجم الثاقب.
(٢) وفي حاشية الشريف: هو علم جنس لمعناه الكلي كأسامة. ولعل معناه الكلي الجمعية.
(*) الظاهر أن يقال: أعلام للتأكيد المعنوي لأن الألفاظ المركب بها هي أنفسها. هامش (أ).
(٣) فيحصل من هذا أن الأعلام على ثلاثة أضرب: كنية ولقب، ولا لقب ولا كنية. (رصاص).
(٤) الباء في «بوضع واحد» متعلقة بمتناول، فيكون المعنى أن زيداً الثاني غير متناول للأول بوضع واحد، وأما بوضعين فهو متناول له منهما.