مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[أسماء العدد]

صفحة 138 - الجزء 2

  والصحيح أن يقال: هذا كمال⁣(⁣١) أو تمام العشرين، أو تأتي بألفاظ العقود فتقول: العشرون إلى التسعين، وقال سيبويه يقال: هذا الجزء⁣(⁣٢) العشرون، ذكره في شرح الألفية.

  (ومن ثَمّ⁣(⁣٣) قيل في الأول: ثالث اثنين، أَيْ: مُصَيِّرهما)، يعني: الاثنين صيرهما الثالث إلى العدد الذي اشتق منه، وهو ثلاثة، فهذا في المعنى مشتق، (من) الفعل وهو (ثلثْتُهما⁣(⁣٤)) أي: صيرت الاثنين ثلاثة، ومن هذا المعنى قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}⁣[المجادلة: ٧]، (وفي الثاني) وهو الذي المعنى فيه باعتبار حاله: (ثالث ثلاثة⁣(⁣٥)، أي: أحدها) أي: أحد الثلاثة من غير نظر إلى تصيير، ومنه قوله تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ}⁣[المائدة: ٧٣]، وقوله تعالى: {ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ}⁣[التوبة: ٤٠]، (وتقول: حادي عشر أحد عشر) إلى تاسع عشر تسعة عشر، وحادية عشرة إحدى عشرة إلى تاسعة عشرة تسع⁣(⁣٦) عشرة، (على) المعنى (الثاني⁣(⁣٧) خاصة) بإضافة المركب إلى المركب، ويبنى الجميع للتركيب، وتجاوز العشرة بهذا الاعتبار كما بينا. (وإن شئت) حذفت ثاني الأول تخفيفاً، و (قلت:


(١) وهذا هو القوي.

(٢) وهذا أقرب وإن كان فيه تجوز من تسمية الجزء بالكل.

(٣) أي: ومن أجل اختلاف الاعتبارين اعتبار تصييره واعتبار حاله. (نجم الدين).

(٤) بتخفيف اللام. (جامي).

(٥) فتضاف إلى أصله. (خبيصي). قال نجم الدين: وهو الأغلب أو إلى ما فوق أصله نحو: «عطارد ثاني السبعة السيارة» وأما الأول فلا يضاف إلا إلى ما فوقه نحو: «أول العشرة، وأول الستة»، ولا تضاف إلى الأحد فلا يقال أول الأحد وأول الواحد؛ إذ لا معنى له. (منه).

(٦) في (ب): تسعة عشرة.

(٧) لأن الاعتبار الأول لا يتجاوز العشرة كما عرفت.