مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المذكر والمؤنث]

صفحة 142 - الجزء 2

  وسعاد، وفاطمة قامت وسعاد قعدت، إلا ما قل من قوله:

  ٢٧٩ - لَقَدْ وَلَدَ الأخيطلَ أُمُّ سوءٍ ... مُقَلَّدَةٌ من الأمات عارا(⁣١)

  وفي مضمر غير الحقيقي: الشمس طلعت، والظلمة اشتدت، إلا ما قلَّ مثل قوله:

  ٢٨٠ - فلا مزنة وَدَقَتْ وَدْقَها ... ولا أرضَ أبقل إبقالها(⁣٢)


(١) البيت من الوافر وهو لجرير. أورده باللفظ ابن جني في كتابه «سر صناعة الإعراب» وابن دريرد في «جمهرة اللغة» اهـ. قال في الأصل: ويروى عجزه: «على باب استها صلب وشام» وهذا موافق لرواية الخبيصي وشرح الأشموني وشرح التصريح وخزانة الأدب للبغدادي وحوامي الرضي وحواشي الكشاف للزمخشري.

اللغة والمعنى: يعني أنه رأى سوءاً في أم الأخيطل يعني به الزنا. (مقلدة) من قولك قلدتها قلادة جعلتها في عنقها ومنه تقليد الولاة الأعمال. (العار): العيب.

الإعراب: (لقد) اللام واقعة في جواب قسم مقدَّر وقد حرف تحقيق (ولد) فعل ماض مبني على الفتح (الأخيطل) مفعول به مقدم منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة (أم) أم فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة وأم مضاف و (سوء) مضاف إليه (مقلدة) اسم مفعول صفة لأم وصفة المرفوع مرفوع ونائب الفاعل ضمير مستتر جوازاً تقديره هي (من الأمات) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال (عاراً) مفعول به ثان لاسم المفعول مقلدة منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

الشاهد فيه: هنا قوله: لقد ولد الأخيطل أم سوءحيث ترك تأنيث الفعل فلم يقل: ولدت مع أنَّ فاعله والبيت مؤنث حقيقي التأنيث وذلك لفصله عن فاعله بالمفعول وهذا جائز، والتأنيث أكثر.

(٢) البيت من المتقارب وهو لعامر بن جُوين الطائي.

اللغة: (المزنة) السحابة البيضاء المثقلة بالماء (الودق) المطر وفي القرآن الكريم: {فَتَرَي اَلْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ}⁣[النور: ٤٢]، (أبقل) أنبت البقل وهو من النبات.

المعنى: يصف أرضاً قد عمها الخصب والنماء والتف فيها الزرع بعد سحابة أفرغت ما فيها وصبت مياهها قائلاً: لم نر سحابة أمطرت مثل ما أمرطت هذه السحابة ولا أرضاً أنبتت بقلاً عظيماً كهذه الأرض.

=