مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المذكر والمؤنث]

صفحة 149 - الجزء 2

  (وإن كانت للتأنيث) أي: منقلبة عن ألف التأنيث (قلبت واواً⁣(⁣١)) للفرق بينها وبين الأصلية ولم تقلب ياء؛ لأن الواو أقرب إلى الهمزة من الياء؛ بدليل تعويضهم الهمزة من الواو في مثل أقتت ووقتت، مثال ألف التأنيث نحو: حمراء وصحراء، فأصلهما ألف مقصورة للتأنيث زيدت بعدها ألف لمد الصوت، ثم أخرت ألف التأنيث عن ألف المد؛ لتكون علامة التأنيث متأخرة، ثم حركت لتعذر اجتماعها مع ألف المد، فصارت همزة⁣(⁣٢)، فإذا ثنيت ذلك قلبت ألف التأنيث واواً لما ذكر أولاً، وقلت: حمراوين، وصحراوين على الأكثر. وقد جاء قلبها ياء للتخفيف، وتبقيتها همزة وهو شاذ. (وإلا) تكن الهمزة أصلية ولا منقلبة للتأنيث (فالوجهان) جائزان تبقيتها على حالها؛ لعدم زيادتها، وردها إلى أصلها نحو: كساء ورداء تقول: كساءان ورداءان وكساوان؛ إذ أصله: كسوت، وردايان؛ إذ أصله رديت، والتبقية⁣(⁣٣) أولى. (وتحذف⁣(⁣٤) نونه للإضافة) أو للضرورة، فالإضافة لكونها عوضاً عن التنوين، وهو يحذف لها كما تقدم، وللضرورة كقول الشاعر:

  ٢٨٤ - هما خطتا إما إسارٌٍ ومنة ... وإما دم والقتل بالحر أجمل(⁣٥)


(١) وانتصاب واواً على أنه مفعول ثان، والأول نائب مناب الفاعل.

(٢) وفي (الجامي): بأن أصلها «حمراا» بألفين أحداهما للمد في الصوت والثانية للتأنيث فقلبت الثانية همزة لوقوعها طرفاً بعد ألف زائدة. منه.

(٣) لقرب شبهها بالأصلية.

(٤) ولما كان حذف النون قاعدة مستمرى أتى في بيانه بالفعل المضارع المفيد للاستمرار بخلاف حذف تاء التأنيث؛ إذ ليس لها قاعدة بل وقعت على خلاف القياس في مادة مخصوصة فلهذا أتى في بيانه بالفعل الماضي. (جامي).

(٥) البيت لتأبط شرا وهو من بحر الطويل ويروى في أغلب مراجعه، (أجدر) مكان (أجمل).

اللغة: (الخطة) بالضم الأمر و (الإسار) مصدر أسرت أسراً من عليه منا أنعم واصطنع عنده =