مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المجموع]

صفحة 154 - الجزء 2

  ٢٨٦ - عرفنا جعفراً وبني أبيه ... وأنْكَرْنَا زعانفَ آخرينِ(⁣١)

  وقد جاء ضمها كقوله:

  ٢٨٧ - وإنّ لنا أبا حسنٍ علياً ... أبٌ بَرٌّ ونحن له بنون(⁣٢)


(١) هذا البيت من الوافر وهو لجرير بن عطية الخطفي.

اللغة: (جعفر) اسم رجل من ولد ثعلبة بن يربوع (زعانف): جمع زعنفة بكسر الزاء والنون بينهما عين مهملة وهم الأتباع وفي القاموس الزعنفة بالكسر والفتح القصير والقصيرة وجمعه زعانف وهي أجنحة السمك ويقال: للئام الناس ورذالهم وأصل الزعنفة طرف الأديم وهدب الثوب الذي يتحرك منه.

الإعراب: (عرفنا) عرف فعل ماض ونا المتكلمين أو المعظم نفسه ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل (جعفراً) مفعول به منصوب بالفتحة (وبني) الواو عاطفة، وبني معطوف على جعفر منصوب، وعلامة نصبه الياء، وبني مضاف وأبي من (أبيه) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه من الأسماء الستة وأبي مضاف، وضمير الغائب مضاف إليه (وأنكرنا) الواو عاطفة وأنكرنا فعل وفاعل (زعانف) مفعول به منصوب بالفتحة (آخرين) صفة له منصوب بالياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم.

الشاهد فيه: كسر نون الجمع في قوله (آخرين) بدليل أن القصيدة مكسورة حرف القافية.

(٢) البيت من بحر الوافر وقد نسبه في شرح التصريح لأحد أولاد الإمام علي بن أبي طالب #، وروي فيه بلفظ:

وكان لنا أبو حسن علي ... أباً براً ونحن له بنين

على أن الشاهد فيه: رفعه بالضمة على لغة بعض العرب والأكثر إعرابه إعراب جمع المذكر السالم، وورد في بعض مصادره «أباً براً» بالنصب.

قال في تخريج أوضح المسالك: نسب النحاة هذا البيت إلى أحد أبناء الإمام علي بن أبي طالب # ولم يعينوه، والصحيح أنه من كلام أحد شيعة الإمام علي $ وقائله سعيد بن قيس يقوله لمعاوية بن أبي سفيان وقبله قوله:

ألا أبلغ معاوية بن حرب ... ورجم الغيب يكشفه اليقين

بِأَنَّا لا نزال لكم عدواً ... طوال الدهر ما سمع الحنين

اللغة: (رجم الغيب): أراد به الكلام الذي يُلقى ظناً وتخرصاً من غير دليل ولا برهان (يكشفه) =