مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 178 - الجزء 2

  أي: جعله سكناً. قال: قد ورد في قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ}⁣[الكهف: ١٨]، وهو للمضي قلنا: حكاية حال ماضية فعمل بمعنى الحال. قال: وهو ينصب المعمول الثاني من معموليه وإن أضيف إلى الأول نحو: «زيد معطي غلامه درهماً أمس» قلنا: (فإن كان معمولاً⁣(⁣١) آخر) كما ذكر (فبفعل مقدر) أي فذلك المعمول الآخر منصوب بفعل مقدر لا باسم الفاعل تقديره في المثال أعطاه درهماً مع كَوْنِ كلام الكسائي مخالفاً للقياس من [حيث] أنه إنما يعمل بمعنى الحال أو الاستقبال؛ لأجل تحقق المشابهة للفعل ومخالفاً لاستعمال الفصحاء أيضاً من حيث أنهم لا يعملونه إلا كما ذكرنا (فإن دخلت) على اسم الفاعل (اللام) التي للتعريف⁣(⁣٢) (استوى الجميع) في العمل من الماضي والحال والاستقبال فيعمل اسم الفاعل على كل حال تقول: «زيد الضارب عمراً أمس» وهذه حجة الكسائي [أيضاً]. قلنا: إنما عمل مع اللام وإن كان بمعنى المضي لما قدمنا من أن اللام فيه موصولة وصلتها جملة فعليه وإنما سبك منها اسم الفاعل كما قدمنا فيقوى شبهه بالفعل من هذه الجهة⁣(⁣٣) فَعَمِلَ مطلقاً⁣(⁣٤) (وما وضع منه) أي: من اسم الفاعل (للمبالغة كضراب) نحو: «أما العسل فأنا شراب» قال الشاعر:

  ٢٩٧ - أخا الحرب لَبَّاساً إليها جلالها ... وليس بِوَلَّاج الخوالف أعقلا(⁣٥)


(١) عبارة المتن في نخ مخطوطة ومطبوعة: فإن كان له معمول آخر ... إلخ.

(٢) صوابه الموصولة كما في (الجامي).

(٣) فكأنه وقع موقع الفعل فعل لذلك لا للشبه.

(٤) قال (نجم الدين): وإنما جاز عمل ذي اللام بمعنى المضي؛ لأنه ليس في الحقيقة اسم فاعل بل فعل في صورة الاسم. (خالدي).

(٥) البيت من الطويل وهو للقلاخ بن حزن بن جناب المنقري والقلاخ بضم القاف وبعدها لام مفتوحة مخففة وآخره خاء معجمة.

=