مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الإعراب]

صفحة 62 - الجزء 1

  وغازٍ وراعٍ وفانٍ وكل اسم منقوص (رفعاً وجراً) أي: استثقل في حالتي الرفع والجر؛ إذ أصله: هذا قاضيٌ، ومررت بقاضيٍ، استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا فالتقى ساكنان الياء والتنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين فبقي: هذا قاضٍ، وتقدر الرفع، ومررت بقاضٍ وتقدر الجر⁣(⁣١)، فأما في حالة النصب فتقول: رأيت قاضياً⁣(⁣٢)؛ لأن النصب خفيف، وإذا كان معرفاً باللام أسكنت ياؤه في حالتي الرفع والجر، وفتحت في حالة النصب⁣(⁣٣) تقول: هذا القاضي، ورأيت القاضي ومررت بالقاضي.

  (و) من المستثقل (نحو: مسلميَّ) ومصطفَيَِّ وكل جمع مذكر جمع بالواو والنون أضيف إلى ياء المتكلم فهو مستثقل (رفعاً) فإن أصله مسلمون، أضيف إلى ياء المتكلم؛ فحذفت النون لأجل الإضافة وبقي مسلموي، اجتمعت الواو والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياءً وأدغمت الياء في ياء المتكلم⁣(⁣٤)


= ثبتت ياؤه ساكنة رفعاً وجراً وقُدِّر عليها الإعراب قال تعالى: {أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ}⁣[المائدة: ٣٣]، وقال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣[البقرة: ١٩٥]، وثبتت مفتوحة نصباً قال تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}⁣[المائدة: ٣٨]. (خالدي). (هامش ب).

(١) على الياء المحذوفة. خالدي.

(٢) إلا لضرورة الشعر كقوله:

ولو أن واشٍ باليمامة داره ... وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا

وقد جاء الإسكان في غيره، ومنه: أعط القوس باريها. (عمدة).

(٣) معرفة كان أو نكرة نحو: رأيت القاضي أو قاضياً. (خبيصي).

(٤) قياساً مطرداً، فلما صارت الواو ياء حكم المصنف بأن رفعه بالواو تقديراً، وزعم أن النحاة غفلوا عن الإعراب بالحرف مقدراً، وهو ثابت في مسلمي رفعاً، وفي كلامه غفلة وذهول من حيث إن تقدير الشيء إنما يكون عند عدمه من دون بدل، وأما مع إبداله بغيره فليس بتقدير ألا ترى أن الكسرة في غير المنصرف أبدلت فتحة والفتحة في باب مسلمات أبدلت كسرة وجعل نصبه بالكسرة وهو لا يقول: بأن ذلك تقدير وهو لازم له، لكن الأمر كما قيل: لكل جواد كبوة ولكل صارم نبوة. (رصاص).