مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

المشتقات

صفحة 189 - الجزء 2

  فأضاف جونتا وهي صفة مشبهة إلى مصطلاهما المضاف إلى ضمير الجارتين، ومنع هذا ابن بابشاذ وغيره؛ لأن فيها إضافة الشيء إلى نفسه⁣(⁣١) إذ الحسن هو الوجه. قلنا: هي من باب إضافة العام إلى الخاص نحو: «كل الدراهم» (والبواقي) [من الصور] (ما كان فيه ضميرٌ واحد) إمَّا في الصفة «كحسن الوجه، وحسن وجهاً» بتنوين الصفة ونصب معمولها فيهما والحسنُ الوجهَ والحسنُ وجهاً بنصب المعمول فيهما وحسن الوجه وحسن وجه والحسن الوجه بالإضافة في الثلاث المسائل، أو يكون الضمير في المعمول فقط «نحو: حَسَنٌ وَجْهُهُ» بتنوين الصفة و «الحسنُ وَجْهُهُ» برفع المعمول في الصورتين فذلك كله (أحسن) من غيره، وذلك لحصول الغرض المقصود وهو رجوع الضمير من الصفة أو معمولها إلى الموصوف من غير زيادة ولا نقصان، ومن المثال الأول قول الشاعر:


= وربعي مضاف و «هما» ضمير في محل جر بالإضافة (جارتا) فاعل أقامت مرفوع بالألف لأنه مثنى وجارتا مضاف و (صفا) مضاف إليه (كميتا) نعت لـ (جارتا) مرفوع بالألف وكميتا مضاف و (الأعالي) مضاف إليه (جونتا) نعت أيضاً مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف ومصطلى من (مصطلاهما) مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على آخره ومصطلى مضاف وضمير الغائبتين هما ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة والميم حرف عماد والألف حرف دال على التثنية.

الشاهد فيه: قوله: (جونتا مصطلاهما) حيث أضاف الصفة المشبهة وهو قوله (جونتا) إلى معمول اسم ظاهر مضاف إلى ضمير عائد على الموصوف، وكأنه قال: (هاتان جارتا صفا جونتا مصطلى الجارتين) وهذا ما ذهب إليه سيبويه.

(١) وأيضاً يلزمه أن يمنع حسن الوجه وحسن وجه والحسن الوجه بالإضافة وهو مجيز ذلك والعلة حاصلة في الجميع هذا إن أراد إضافة حسن إلى وجهه وإن أراد إضافة الوجه إلى الضمير في قوله: وجهه فذلك جائز أيضاً؛ لأنه إضافة بعض إلى كل نحو: «وجه زيد ويد زيد» وقد ورد في قوله: أقامت على ربيعهما ... البيت. (رصاص).