المشتقات
  ٣٠٤ - ونَأْخُذَُْ بعده بذِنَاب عيْشٍ ... أَجَبَّ الظهر ليس له سَنَام(١)
  فنصب الظهر بأجب ومن الثاني قول الآخر:
  ٣٠٥ - هيفاءُ مقْبِلَةً عجزاء مُدْبِرَةً ... مخطوطة جُدِّلَتْ شنباء أنيابا(٢)
(١) البيت من الوافر وهو للنابغة الذبياني.
اللغة: والمعنى: يذكر مرض النعمان وأنه إن هلك صار الناس بعده إلى شر حال (الذناب) بالكسر الذنب و (الأجب) مقطوع السنام من الهزال شبه الحياة بعد النعمان والعيش في ظلال غيره بذلك البعير الهزيل الذي لا خير فيه تشبيهاً مضمراً في النفس، وطوى ذكر المشبه به وذكر شيئاً من لوازمه على سبيل الاستعارة المكنية ..
الإعراب: (ونأخذ) الواو عاطفة ونأخذ: فعل مضارع معطوف على جواب الشرط السابق مجزوم ويجوز أن يكون مرفوعاً والواو استئنافية، والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن ويجوز فيه النصب فتكون الواو للمعية وجاز ذلك بعد الواو إثر الجزاء لأن مضمونه لم يتحقق فأشبه الواقع بعد الاستفهام (بعده) ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بنأخذ وبعد مضاف وضمير الغائب مضاف إليه (بذناب) جار ومجرور متعلق بنأخذ وذناب مضاف و (عيش) مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة الظاهرة (أجب) حال منصوبة بالفتحة وقيل صفة لعيش مجرور بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف (الظهر) منصوب على التشبيه بالمفعولية بالصفة المشبهة «أجبّ» وهي في الأصل اسم تفضيل غير مقترنة بمن فوقع موقعها وقيل إن الظهر مضاف إليه (ليس) فعل ماض ناقص (له) خبر ليس متعلق بمحذوف (سنام) اسم ليس مرفوع بالضمة الظاهرة وجملة ليس من اسمها وخبرها في محل نصب حال.
الشاهد فيه: قوله: (أجب الظهر) حيث نصب الظهر بالصفة المشبهة (أجبّ) على التشبيه بالمفعول به في حسنٌ الوجه وذلك على نية التنوين فيه ولو كان غير منوي تنوينه لانجر ما بعده بالإضافة وجر هو أيضاً بالكسرة لإضافته إلى ما بعده ولكنه جر هنا بالفتحة نائبة عن الكسرة لأنه لم يضف وفي أجبَّ ضمير مستتر تقديره هو.
(٢) البيت من البسيط وهو لأبي زبيد الطائي.
اللغة: والمعنى: (الهيفاء) الضامرة الخصر و (العجزاء) العظيمة العجز و (المخطوطة) مستوية القدِّ الظهر، (جدلت) أحكم خلقها وألطف و (الشنباء) من الشنب وهو بريق الثغر وبرده ينعتها بصفات الحسن عندهم من ضمور البطن وكبر العجيزة وحسن الخلقة وطيب الثغر. =