[اسم التفضيل]
  شرط أفعل التفضيل (أن يُبْنَى مِنْ) فعل (ثلاثي) لا رباعي (مجرد(١)) عن الزوائد لا المزيد عليه، وإنما اشترطنا(٢) ذلك (ليمكن البناء) لأفعل التفضيل إذ لا يمكن صوغ صيغته إلا من الثلاثي ولا يمكن من الزائد(٣) عليه مع المحافظة(٤) على بقاء حروفه الزائدة على الثلاثة وإن حذفناها(٥) التبس الثلاثي بالزائد عليه؛ إذ لو قلنا: «فلان أخرج من فلان» التبس هل المراد أخرج الذي هو فعل ماض [أم أكثر خروجاً] أم من استخرج إذ أصله خرج، وقد أجاز سِيْبَوَيه البناء من الفعل الرباعي ذي الهمزة لما ورد من قولهم: هو أعطاهم للدينار والدرهم، وأولاهم بالمعروف، وأفلس من ابن المذلق(٦) وأحمق(٧) من هَبَنَّقة، وقد جاء أفعل مما لا فعل له نحو: «أحنك(٨) الشاتين والبعيرين، وآبل(٩) من حنيف الحناتم». قلنا: كل ذلك سماع(١٠) لا يقاس عليه. ومن شرط الفعل الذي يبنى منه أفعل التفضيل أن يكون (ليس بلون) فلا يقال: «فلان أحمر من فلان» (ولا
(١) جاء منه فعل تام مثبت متصرف قابل معناه للكثرة. (نجم الدين).
(٢) في (ب): اشترط.
(٣) في (ب): المزيد.
(٤) ألا ترى لو أنك ذهبت تبني من الرباعي فما فوقه نحو: «دحرج واستخرج» مع المحافظة على حروفهما لم يمكن بل تجيء فعلل واستفعل. (رصاص).
(٥) وأما إذا أردت البناء مع حذف حرف أو حرفين فلا يلتبس المعنى إذ لو قلت في دحرج «أَدْحَر» لم يعلم أنه من تركيب دحرج. نجم هذا كله بناء على أنه لا صيغة للتفضيل إلا أفعل. (نجم اختصاراً).
(٦) رجل من بني عبد شمس لم يجد مدة عمره قوت ليله وكان هو وأبوه معروفين بالإفلاس.
(٧) أما أحمق فهو من حمق وعيب فشذوذه من هذه الحيثية وقد صرح به (الخبيصي).
(٨) قوله: أحنك ... إلخ وذلك لأن الحنك مشتق من الحنك فالمراد منه أشدها أكلاً. (هطيل).
(٩) أي: أعلم بأمور الإبل وذلك أن أبل مشتق من الأبل وليس له فعل. (هطيل).
(١٠) لأن سيبويه ادعى القياس في باب أفعل ويؤيده كثرة السماع. (نجم الدين).