مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[المضارع]

صفحة 211 - الجزء 2

  بالمضارع نحو: «زَيْدٌ ضرب» فهو في موضع ضارب المشبه بيضرب كما تقدم، وفي نحو: «إن ضربتني ضربتك» فهو في موضع «إن تضربني أضربك» فبني على الحركة لذلك وعلى الفتح لأنه أخف وذلك البناء على الفتح (مع غير الضمير المرفوع المتحرك والواو) فإن الفعل يسكن معهما تقول: «ضربْت ضربْنا» ونحو ذلك، وذلك لأنه لو فتح آخر الفعل اجتمع أربعة حروف متحركة فيما هو كالكلمة الواحدة؛ ولأَنَّه يحصل لبس في الفاعل والمفعول في نحو: «ضَرَبَنَا وأَكْرَمَنَا» فلو فتح الباء والميم التبس هل الضمير لفاعل أو لمفعول وحمل ما عدا⁣(⁣١) ذلك عليه وأما مع الضمير المرفوع الساكن والمستكن والمنصوب مطلقاً⁣(⁣٢) نحو: «ضربني» فيحرك بالفتح لعدم ما ذكر وكذلك مع الواو نحو: «ضربوا» فَيُحَرَّك بالضم ليناسب الواو.

[المضارع]

  (المضارع⁣(⁣٣)) سمي مضارعاً لمشابهته الاسم والمضارعة بمعنى المشابهة (ما أشبه الاسم) لفظاً (بأحد حروف⁣(⁣٤) نأيت) وهي الأربعة الزوائد الداخلة على الماضي كيضرب [ونضرب وتضرب وأضرب] فإنه شابه اسم الفاعل وهو ضارب لفظاً وأشبه الاسم النكرة معنى (لوقوعه مشتركاً) أي يشترك فيه الحال والاستقبال على الصحيح في قولك: «زيد يضرب» فإنه يصلح لهما فأشبه⁣(⁣٥)


(١) لعله يريد مثل ضربتم وضربتما وفعلتم وفعلتما. (رصاص).

(٢) سواء كان مفتوحاً نحو: «ضربك» أو ساكناً مثل: «ضربني». (هطيل).

(٣) إنما قدمه على فعل الأمر لأنه أصله، ولأن فعل المضارع يصلح للحال وفعل الأمر لا يكون إلا للاستقبال. (هطيل).

(٤) يخرج الماضي؛ لأنه لم يشبه الاسم بذلك وإنما هي من خواص المضارع. من شرح ابن الحاجب.

(٥) كان القياس تأخير هذا إلى بعد قوله: وتخصيصه بالسين أو سوف ... إلخ كما في (الخبيصي).