مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 232 - الجزء 2

  وقول الآخر:

  ٣٢١ - وكنت إذا غمزت قناة قوم ... كَسَرْت كعوبها أو تستقيما(⁣١)


= على بني سعد فقال له لا تبك إنما نحاول طلب الملك أو نموت فيعذرنا الناس.

الإعراب: (فقلت) الفاء حسب ما قبلها و «قلت» فعل ماض وفاعله (لا تبك) لا ناهية وتبك فعل مضارع مجزوم بلا وعلامة جزمه حذف حرف العلة (عينك) عين فاعل مرفوع بالضمة وعين مضاف وضمير المخاطب مضاف إليه والجملة من لا تبك وفاعله في محل نصب مقول القول (إنما) أداة حصر (نحاول) فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر تقديره نحن (ملكاً) مفعول به منصوب (أو) بمعنى إلا (نموت) فعل مضارع منصوب بأن مضمره وجوباً بعد «أو» وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن (فنعذرا) الفاء عاطفة ونعذر معطوف على نموت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وهو فعل مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره نحن والألف للإطلاق.

الشاهد فيه: قوله: (أو نموت) حيث نصب الفعل بإضمار «أن» و «أو» بمعنى إلا لأنه لم يرد في البيت معنى العطف وإنما أراد أنه يحاول طلب الملك إلا أن يموت فيعذره الناس وقد أجاز سيبويه فيه الرفع إما بالعطف على «نحاول»، أو بالقطع، أي: نحن نموت.

(١) هذا البيت من الوافر وهو لزياد الأعجم.

اللغة: (غمزت) الغمز جس باليد يشبه النخس (قناة) هي الرمح (قوم) رجال ومنه قوله تعالى: {لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}⁣[الحجرات: ١١]، وقول زهير بن أبي سلمى:

وما أدري وسوف إخال أدري ... أقوم آل حصن أم نساء

(كعوب) الكعوب جمع كعب وهو طرف الانبوبة الناشز، (تستقيما) تعتدل.

الإعراب: (كنت) فعل ماض ناقص وتاء المتكلم اسمه مبني على الضم في محل رفع (إذا) ظرف زمان فيه معنى الشرط خافض لشرطه منصوب بجوابه مبني على السكون في محل نصب بالفعل «كسرت» (غمزت) فعل وفاعل والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها وهي فعل الشرط الذي تقتضيه إذا (قناة) مفعول به منصوب بالفتحة وقناة مضاف و (قوم) مضاف إليه (كسرت) فعل ماض وفاعله والجملة لا محل لها من الإعراب جواب «إذا» (كعوبها) كعوب مفعول به لكسرت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة وكعوب مضاف والهاء مضاف إليه مبني على السكون =