مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 234 - الجزء 2

  و «أعجبني ضرب زيدٍ فيشتم أو ويشتم»، قال الشاعر:

  ٣٢٣ - إني وقتلي سليكاً ثم أعقله ... كالثور يُضْرَب لما عافت البقر(⁣١)

  (ويجوز إظهار⁣(⁣٢) «أن» مع لام كي) مثل: «أسلمت لأن أدخل الجنة»؛


(١) هذا البيت من البسيط وهو من كلام أنس بن مدركة الخثمعي.

اللغة: (سليكاً) هو بضم السين وفتح اللام وهو سليك بن سلكه، وسلكه أمة بزنة همزة وهو أحد ذؤبان العرب وشذاذهم وكان من حديثه أنه أمر ببيت من خثعم وأهله خلوف فرأى امرأة شابة بضة فنال منها فعلم بذلك أنس بن مدركة فسار خلفه وأدركه وقتله (أعقله) أي: أدفع ديته (الثور) ذكر البقر (عافت البقر) كرهت كقول الأعشى:

وما ذنبه إن عافت الماء باقر ... وما إن تعاف الماء إلا ليضربا

ويقال: إن الثور ضرب من نبات الماء تراه البقر فتعاف الورود استقذاراً للماء فيضربه البقار لينحيه لكي ترد.

الإعراب: (إني) إن حرف توكيد ونصب وياء المتكلم اسمها (وقتلي) الواو عاطفة وقتل عطف على اسم إن وقتل مضاف وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله و (سليكاً) مفعول به للمصدر (ثم) حرف عطف (أعقله) أعقل فعل مضارع منصوب بأن مضمره جوازاً بعد ثم وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا والهاء العائد إلى سليك مفعول به (كالثور) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر إن (يضرب) فعل مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الثور والجملة الفعلية في محل نصب حال من الثور (لما) ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب وعامله يضرب (عافت) فعل ماض والتاء للتأنيث (البقر) فاعل والجملة الفعلية في محل جر بإضافة «لما» الحينية إليها.

الشاهد فيه: قوله: ثم أعقله حيث نصب الفعل المضارع وهو قوله أعقل بأن مضمرة جوازاً بعد ثم المسبوق باسم خالص من التقدير بالفعل وهو قوله قتل الذي هو مصدر.

(٢) وقد تضمر أن الناصبة في غير هذا الموضع كثيراً وليس بقياس لكن لا تعمل لضعفها نحو قولهم: «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» وعساك تفعل كذا، وقد تنصب شذوذاً كقوله:

أيها اللائمي أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي