مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الجوازم]

صفحة 236 - الجزء 2

  تنصرف؛ لأن ألفها⁣(⁣١) زائدة. وعندا الخليل أنها مركبة من «ما، وما» وأصلها: «مَامَا» فقلبت ألف «ما» الأولى هاءً كراهية⁣(⁣٢) تتابع المثلين. وقال الزجاج: إنها مركبة من «مَهْ» بمعنى «اكفف» و «ما» الشرطية، ونظره نجم الدين؛ إذ لا معنى للكف في الشرط. قال نجم الدين: وهي اسم بدليل رجوع⁣(⁣٣) الضمير إليها في قوله تعالى: {مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ}⁣[الأعراف: ١٣٢]، (وإذما) وهي حرف برأسه عند سيبويه، وعند المبرد أنها اسم؛ [إذ هي «إذْ»] زيدت عليها «ما»، (وحيثما) هي اسم زيدت عليها «ما» فلا يجازى⁣(⁣٤) بهذه الثلاثة إلا مع ما. (وأين، ومتى) وهذه الخمسة من قوله «مهما» ظروف على الخلاف في «مهما وإذما» كما تقدم وكذلك «أنَّى» ظرف. (ومن، وما، وأيّ) وهذه [الثلاثة] أسماء غير ظروف. (وأنى) ظرف كما تقدم. (وأما) الجزم (مع كيفما⁣(⁣٥)، وإذاما فشاذٌّ⁣(⁣٦)) (و) الجزم (بإن مقدرة) [بعد الأمر والنهي والاستفهام والتمني والعرض كما يأتي]. (فَـ «لَمْ» لقلب المضارع ماضياً ونفيه) تقول: «لم يقم زيدٌ» ومعناه: ما قام زيد، فجزم بلم ضمة يقوم، فالتقى ساكنان الميم والواو فحذفت


(١) وكل اسم في آخره ألف زائدة حال كونه علماً سواء كانت للإلحاق كأرطى أولا كقبعثرى فإن ألفه يشبه ألف التأنيث؛ لأنها بالعلمية يمتنع من التاء كألف التأنيث. (نجم بالمعنى).

(٢) في (ب، ج): كراهة.

(٣) في (ب): عود وفي (ج، د) موافق للأصل.

(٤) قال في حاشية على الأصل: صوابه فلا يجزم.

(٥) أما مع كيفما فإنك إذا قلت: «كيفما يكن أكن» لم تقدر على الوفاء به؛ لأنك ادعيت مساواته في جميع أحواله ومن الأحوال ما لا يطلع عليها ولا يمكنك مماثلته فيها ذكره (السعيدي) في الظروف، وأما مع إذا ما فلأن كلم المجازاة إنما تعمل لأنها تشابه إن الشرطية من حيث الإبهام وإذا للوقت المعين فضعفت مشابهتها لـ «إنْ». «سعيدي» من هذا المكان ومثل هذا ذكره «الجامي» في غير هذا الموضع.

(٦) عند البصريين فلا تقول في مذهبهم «كيفما تصنع أصنع» إلا برفع الفعلين فيهما.