[المتعدي من الأفعال وغير المتعدي]
  أن يكون فعل عضو كضرب بيده، وركض برجله، وأبصر بعينه، ونحو ذلك، أو فعل حاسة كشم، وذاق، وسمع، ولمس، وأبصر(١)، أو فعل قلب كعلم ونحوه(٢)، وعلامة اللازم ما كان من فعل جملة البدن كقام وذهب، ونحوهما، أو فعُل مضموم العين كـ «ظرف»، أو مكسورها(٣) كـ «سلم»، أو كان لوناً أو عيباً كـ «عور وحمر»، أو معتل الفاء كـ «وجل». (والمتعدي يكون إلى واحد كـ «ضرب») زيدٌ عمراً، وقتل بكراً، وشتم خالداً. (وإلى اثنين) لا يكون الثاني منهما عبارة عن الأول، والذي عدى الفعل إلى الثاني منهما الهمزة (كأعطى) زيد عمراً ثوباً، ويكون متعدٍّيا بنفسه، نحو: «كسوت عمراًثوباً»؛ إذ الفعل مفتقر إلى معطٍ ومستعطٍ وشيء معطى؛ إذ معنى أعطيت زيدا درهماً: جعلته(٤) عاطياً، وقد يتعدى إلى الثاني بحرف جر نحو: «اخترت زيداً من الرجال»، وقد يحذف الحرف كقوله تعالى: {وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ(٥) رَجُلًا}[الأعراف: ١٥٥]، أي: من قومه.
  (و) منها ما يتعدى إلى اثنين يكون الثاني منهما عبارة عن الأول وذلك نحو: (علم) زيدٌ عمراً قائماً» فاقتضى الفعل منسوباً وهو القيام ومنسوباً إليه وهو
(١) عبارة الخبيصي: أو حاسة كـ «ذاق، وشم» ولم يذكر أبصر.
(٢) كحسب ونحوه.
(٣) ليس على الإطلاق بل إذا كان لوناً أو عيباً وإلا فنحو: شرف وومقه متعدياً. فالأولى حذف أو في قوله: أو كان لوناً أو عيباً.
(٤) فصار زيد مفعولاً لمعنى الجعل الذي استفيد من معنى الهمزة فاعلاً لأصل الفعل كأحفرت زيداً النهر، أي: جعلته حافراً له، فالأول مجعول والثاني محفور، ومرتبة المجعول متقدمة على مرتبة مفعول أصل الفعل؛ لأن فيه معنى الفاعلية. (مناهل).
(٥) وليس سبعين رجلاً بدلاً من قومه بدل بعض؛ لأنه يشترط في بدل البعض عود الضمير إلى المبدل منه.