مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 257 - الجزء 2

  عمرو. (و) يتعدى (إلى ثلاثة كأعلم) زيدٌ عمراً بكراً منطلقاً، وقس على هذا⁣(⁣١) (وأرى) بمعنى «أعلم» لأنهما قبل دخول الهمزة يتعديّان إلى مفعولين فعدتهما إلى الثالث، قال نجم الدين: ولم يسمع من أفعال القلوب متعدٍّ إلى ثلاثة إلا هما، وأجاز الأخفش قياس سائر أفعال القلوب⁣(⁣٢) عليهما، والصحيح خلافه⁣(⁣٣) (و) أما (أخبر) زيدٌ بكراً عمراً قائماً، (و) قس على هذا (خبَّر، وأنبَّأ، ونبَّأ، وحدث) فهذه كلها في التحقيق تقتضي مفعولاً واحداً فقط؛ إذ أنبأ تفتقر إلى منبأ، وكذلك أخبر يقتضي مخبراً، والمفعولان الأخيران في مثل قولك: «أنبأت زيداً عمراً قائماً»، وكذلك سائرها إنما هما تفسير⁣(⁣٤) للنبأ ونحوه لكن لما استلزمت هذه معنى أعلم أجريت مجراه؛ لأن الأخبار الصادقة إنما تكون عن علمٍ أو ظنٍّ⁣(⁣٥)، وقد ثبت أن العلم يتعدى إلى ثلاثة فكذا سائر هذه الأفعال؛ لأنها إخبار وقد بينا أن الأخبار إنما تكون عن علم أو ظنٍّ. (وهذه) يعني أعلمت وأخواتها (مفعولها الأول كمفعول) باب (أعطيت) يعني: إن شئت ذكرته وتركت ما بعده تقول: أعلمت زيداً»، وإن شئت تركته وذكرت ما بعده فتقول: «أعلمت دارك طيِّبَة» كما تقول: «أعطيت زيداً»، و: «أعطيت درهماً»؛ لأن الأول من باب أعطيت مغاير للثاني، وكذلك


(١) في (ب): وكذلك سائرها.

(٢) قياساً لا سماعاً نحو: «أحسبتك زيداً منطلقاً» وكذا أظننتك وأخلتك وأزعمتك وأوجدتك. (خالدي).

(٣) لأنه لو جاز في هذا لجاز في غير أفعال القلوب ولم يقل به أحد أبداً. (نجم الدين).

(٤) واقعان موقع المصدر وانتصبا انتصابه، والمعنى أنبأت زيداً نبأ فعمراً قائماً تفسير للنبأ (نجم ثاقب). وسماها النحويون مفعولاً ثانياً وثالثاً على طريقة المسامحة وإنما سموها مفعولين؛ لأنها أجريت مجرى الإعلام فلما أجريت مجراه سمي مفعولاها بما سمي به مفعولاه. (سعيدي).

(٥) لعل ذكر الظن هاهنا استطراد وإلا فلا فائدة فيه فيما نحن فيه.