[أفعال القلوب]
  الآخران من هذه مغايران للمفعول الأول كما ترى فلا تلازم، (و) مفعولاها (الثاني والثالث كمفعولي علمت) في أنه لا غنية لأحدهما عن الآخر؛ لأنهما في الأصل مبتدأ وخبر فإما ذكرتهما جميعاً وإلا حذفتهما جميعاً ذكره المصنف، ولأنهما في المعنى كمفعولٍ واحد كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
[أفعال القلوب]
  (أفعال القلوب(١)) وهي سبعة(٢) (ظننت، وحسبت، وخلت) وهذه للشك(٣) وقد جاء ظننت بمعنى علمت، قال الله تعالى: {الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ}[البقرة: ٤٦]، أي: يعلمون (وزعمت(٤)) وهذا يحتمل أنه للعلم(٥) وأنه للظن (و) هذه الثلاثة التي هي (علمت(٦) ورأيت، ووجدت) لليقين، ومن ثم تسمى جملة هذه الأفعال أفعال الشك واليقين،
(١) وإنما قيل لها ذلك؛ لأن معانيها قائمة بالقلب وليس كل قلبي ينصب مفعولين بل القلبي ثلاثة أقسام ما لا يتعدى بنفسه نحو: «فكر وتفكر» وما يتعدى إلى واحد نحو: «عرف وفهم» وما يتعدى إلى اثنين وهو المقصود.
(٢) وانحصار أفعال القلوب في السبعة اصطلاحي واستقراء. هندي. وقدم أفعال الشك على أفعال اليقين لقلة الشك وتقدمه وجوداً. هندي.
(٣) قال في (الجامي): كأنهم أرادوا بالشك الظن وإلا فلا شيء من هذه الأفعال بمعنى الشك المقتضي تساوي الطرفين.
(٤) وفي (الجامي) يكون تارة للعلم وتارة للظن.
(٥) وقد جاء استعمال الزعم في غير الباطل كقول أبي طالب:
ودعوتني وزعمت أنك ناصِحٌ ... ولقد صدقت وكنت ثَمَّ أمينا
وقد أكثر سيوبيه في كتابه من «زَعَمَ الخليل» لا يريد إبطال قوله وإلا فأكثر ما يستعمل في الباطل، عنه ÷ (زعموا مطية الكذب)، وعن شريح لكل شيء كنية وكنية الكذب زعموا. (من حاشية لطف الله على الشرح الصغير).
(٦) وقد جاء علمت بمعنى الظن لقوله تعالى: {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى اَلْكُفَّارِ}[الممتحنة: ١٠].