[الفعل]
  أي: لا إخال الكائن تلاقياً. قلت: وتعليل الشيخ هو الأولى ولا يبعد أن يستلزم جواز الحذف مع القرينة كما ذكره ابن مالك؛ إذ قد تقدم أن هذه الأفعال من نواسخ المبتدأ والخبر فهما بعد دخولها كما كانا عليه من قبل، وهذا (بخلاف باب أعطيت) فيجوز حذف أحد مفعوليه مطلقاً(١) لما مر، وكذا يجوز حذفهما جميعاً فيه وفي أفعال القلوب كما قال تعالى: {وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ}[الفتح: ١٢]، أي: ظننتم عدم انقلاب الرسول ثابتاً، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٢١٦}[البقرة]، وفي الأمثال: «من يَسْمَعْ يَخَلْ» أي: من يسمع حكايةً يخل صدقها ثابتاً، وذلك عند وجود(٢) القرينة. (ومنها) أي: ومن خصائص هذه الأفعال (أنه يجوز فيها الإلغاء(٣)) والإعمال (إذا توسطت) بين المفعولين نحو: «زيد علمت قائم»، ومنه قول الشاعر:
  ٣٣٣ - أبا الأراجيز يا ابن اللؤم توعدني ... وفي الأراجيز خلت اللؤم والخورُ(٤)
= الأول محذوف وجواب إذا محذوف لدلالة الكلام السابق عليه.
الشاهد فيه: قوله: (ولكن لا إخال تلاقيا) حيث حذف أحد مفعولي «إخال» اختصاراً وهو إما المفعول الأول والتقدير: ولا إخال الكائن تلاقيا أو المفعول الثاني فيكون التقدير: «لا إخال بعد البين تلاقياً».
(١) سواء اقتصر على الأول أو الثاني، وسواء قامت قرينة أم لا.
(٢) وقوله: وذلك عند وجود القرينة يعني في باب علمت وأما باب أعطيت فيجوز بلا قرينة دالة عليهما تقول: «فلان يعطي ويكسو» إذ يستفاد من مثله فائدة من دون المفعولين بخلاف مفعولي باب علمت فإنك لا تحذفهما معاً نسياً منسيا فلا تقول علمت؛ لعدم الفائدة؛ لأن المعلوم أن الإنسان لا يخلو في الأغلب من علم أو ظن فلا فائدة في ذكرها من دون المفعولين وأما مع القرينة فلا بأس بحذفهما. (من نجم الدين).
(٣) وهو إهمال عملها لفظاً ومعنى. (غاية).
(٤) هذا البيت من الطويل وهو من كلام منازل بن زمعة المنقري، وقيل لجرير.
اللغة: (الأراجيز) جمع أرجوزة بضم الهمزة وهي ما كان من الشعر على وزن بحر الرجز ويقال لما =