مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 263 - الجزء 2

  [وإنما جاز ذلك⁣(⁣١)] (لاستقلال الجزأين⁣(⁣٢) كلاماً) وهو المراد، [و] لضعف العامل بتوسطه أو تأخره. وقد روي إلغاؤه مع تقدمه في قول الشاعر:

  ٣٣٥ - كذاك أُدِّبتُ حتى صار من خلقي ... أني وجدت ملاك الشيمة الأدب(⁣٣)


= بمحذوف حال من «اضطرام» وأصله نعت له ولكن نعت النكرة إذا تقدم أعرب حالا (اضطرام) فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة على آخره.

الشاهد فيه: قوله: (آت الموت تعلمون) حيث ألغى عمل الفعل «تعلمون» لتأخره عن مفعوليه وقد رفعهما بالابتداء والخبر على أن أصل الكلام تعلمون الموت آتيا.

(١) الإلغاء.

(٢) فلا تعلق لأيِّ هذه الأفعال بهما والعمل إنما هو للتعلق كما عرفت.

(٣) البيت من البسيط وهو لبعض الفزاريين وقبله:

أكْنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقبه والسوأة اللقب

اللغة: (ملاك) بزنة كتاب قوام الشيء وما يجمعه (الشيمة) الخلق وجمعها شيم والمعنى يقول: أدبت تأديباً مثل الأدب المذكور في البيت المذكور قبل الشاهد، وهو أني عند ندائي للمدوح أني أناديه بالكنية لإكرامه وتعظيمه لا باللقب حتى صار من طبعي أني وجدت قوام الغريزة أي: ما لا تنتظم الطبيعة إلا به وهو الأدب ورياضة النفس.

الإعراب: (كذاك) الكاف اسم بمعنى «مثل» نعت لمحذوف واسم الإشارة مضاف إليه أو الكاف جارة لمحل اسم الإشارة والجار والمجرور متعلق بمحذوف يقع نعتاً لمصدر محذوف مفعول مطلق والتقدير لأدبت على كل حال: تأديباً مثل هذا التأديب أدبت (أدبت) فعل ماض مبني للمجهول والتاء ضمير المتكلم نائب الفاعل (حتى) ابتدائية (صار) فعل ماض ناقص (من خلقي) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر صار مقدم وخلق مضاف وياء المتكلم مضاف إليه (أني) أن حرف توكيد ونصب والياء اسمها (وجدت) فعل وفاعل والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر أن وأن ومعمولاها في تأويل مصدر اسم صار (ملاك) مبتدأ وملاك مضاف و (الشيمة) مضاف إليه (الأدب) خبر المبتدأ وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب سدت مسد مفعولي «وجد» على تقدير لام الابتداء علقت هذا الفعل عن العمل في لفظ جزأي الجملة والأصل: وجدت لملاك الشيمة الأدب أو الجملة في محل نصب مفعول ثان لوجدومفعوله الأول ضمير شأن محذوف.

الشاهد فيه: قوله: (وجدت ملاك الشيمة الأدب) فإن ظاهره أنه ألغى «وجدت» مع تقدمه لأن =