مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الفعل]

صفحة 288 - الجزء 2

  أي: فيما مضى، ومثاله في المستقبل كقوله تعالى: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ}⁣[هود: ٨]، وقوله تعالى: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا}⁣[البقرة: ٢٦٧]، و {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ ٦}⁣[الغاشية]، وقول حسان في المعاني الثلاثي:

  ٣٦٢ - وما مثله فيهم ولا كان مثله ... وليس يكون الدهر ما دام يذبل(⁣١)


= خبر ليس منصوب، ومدرك مضاف و (ما) اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وقيل: إنها في محل نصب مفعول به لاسم الفاعل مدرك، و (مضى): فعل ماضٍ، وفاعله ضمير مستتر يعود على ما، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، والجملة من ليس واسمها وخبرها في محل رفع خبر أن، وجملة أنَّ المصدرية وواسمها وخبرها في محل رفع فاعل بدا. (ولا): الواو زائدة، وسابق اسم فاعل وفاعله مستتر وجوباً تقديره أنا. (شيئاً): مفعول به لسابق. (إذا): ظرف لما يستقبل من الزمان. (كان): فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره هو (جائياً): خبر منصوب، والجملة من كان واسمها في محل جر بإضافة إذا إليها، وجواب إذا محذوف دل عليه الكلام.

الشاهد فيه: قوله: «أني لست مدرك ما مضى» حيث نفت «ليس» مضمون الجملة في الماضي، وفيه شاهدٌ آخر وهو قوله: «ولا سابق» حيث جر هذا الاسم على توهم إثبات الباء فيه وذلك لكثرة مجيئه مقروناً بالباء الزائدة.

(١) البيت من الطويل وهو من قصيدة لحسان بن ثابت يمدح الزبير بن العوام، ويروى «قبله» مكان «مثله».

اللغة: يذبل: جَبَلٌ.

الإعراب: (ما): نافية عاملة عمل ليس. (مثله): مثل اسم ما مرفوع بالضمة الظاهرة، ومثل مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. (فيهم): جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ما. (ولا): الواو عاطفة ولا نافية. (كان): فعل ماضٍ ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه تقديره هو (مثله) مثل خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة ومثل مضاف والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة (وليس) الواو عاطفة، وليس فعل ماض ناقص ناسخ و (يكون): فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً. (الدهر): منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر يكون، والجملة من يكون واسمه وخبره في محل نصب خبر ليس. (ما دام): ما مصدرية ظرفية، =