[الفعل]
  (ويجوز تقديم أخبارها كلها على أسمائها) كتقديم المنصوب على المرفوع مع الأفعال نحو: «كان قائماً زيدٌ»، وقول الشاعر:
  ٣٦٣ - لا طيب للعيش ما دامت منغصة ... لذاته بادكار الموت والهرم(١)
  وقول الآخر:
  ٣٦٤ - سلي إن جهلت النَّاس عنا وعنهم ... فليس سواءً عالمٌ وجهول(٢)
= ودام فعل ماضٍ ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر. (يذبل): اسمه مرفوع بالضمة الظاهرة، وخبر دام محذوف تقديره موجوداً، والجملة من دام واسمه في تأويل مصدر، والتقدير مدة دوام ... إلخ.
الشاهد فيه: بأن «ليس» فيه للنفي مطلقاً أي: في الماضي والحال والمستقبل بقرينة قوله: «الدهر».
(١) البيت من البسيط وهو من الشواهد التي لم يعرف قائلها.
اللغة: (طيب): المراد به اللذة وما ترتاح إليه النفس. (منغصة): اسم مفعول من التنغيص وهو التكدير. (بادكار): تذكر، وأصله: «اذتكار» قلبت تا الافتعال ذالاَ ثم قلبت الذال دالاً ثم أدغمت الدال في الدال.
الإعراب: (لا): نافية للجنس. (طيب): اسمها مبني على الفتح في محل نصب. (للعيش): جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا. (ما): مصدرية ظرفية. (دامت): دام فعل ماضٍ ناقص، والتاء تاء التأنيث. (منغصة): خبر دام مقدم على اسمها. (لذاته): لذات اسم دام مؤخر، ولذات مضاف والهاء العائد إلى العيش مضاف إليه. (بادكار): جار ومجرور متعلق بقوله: «منغصة»، وادكار مضاف و (الموت): مضاف إليه. (والهرم): الواو عاطفة، والهرم معطوف على الموت.
الشاهد فيه: قوله: «ما دامت منغصةً لذاته» حيث قدم خبر دام وهو قوله: «منغصة» على اسمها وهو قوله: «لذاته».
(٢) البيت من قصيدة للسموأل بن عاديا الغساني المضروب به المثل في الوفاء.
المعنى: يقول لمن يخاطبها: سلي الناس عنا وعمن تقارنينهم بنا إن لم تكوني عالمةً بحالنا مدركة للفرق العظيم الذي بيننا وبينهم لكي يتضح لك الحال، فإن العامل بحقيقة الأمر ليس كمن جهلها.
الإعراب: (سلي): فعل أمر وياء المخاطبة فاعله،. (إن): شرطية. (جهلت): جهل فعل ماضٍ فعل الشرط، وتاء المخاطبة فاعل، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ما قبله. (الناس): مفعول به =