مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[أفعال المقاربة]

صفحة 293 - الجزء 2

  الصحيح⁣(⁣١) للحوق الضمائر المرفوعة البارزة نحو: «عسيا⁣(⁣٢) وعسيوا» كما تقدم، لكنه (غير متصرف⁣(⁣٣)) بأمر ولا نهي ولا مضارع ولا اسم فاعل، وذلك لتضمنه معنى الإنشاء للترجي فأشبه لعل وهي حرف فلم تتصرف كهي (تقول: عسى زيد أن يخرج) و «عسى الزيدان أن يخرجا» و «عسى الزيدون أن يخرجوا»، و «عسى هند أن تخرج»، و «عسى الهندان أن يخرجا» و «عسى الهندات أن يخرجن» فزيد هنا اسمها، وأن مع الفعل المضارع في محل النصب بخبريتها⁣(⁣٤)، واشترط


= في حق غير الله تعالى، والطمع إنما يكون فيما ليس الطامع على وثوق من حصوله فكيف يحكم بدنو ما لا وثوق به ولا يجوز أيضاً أن يقال: أن معناه رجاء دنو الخبر كما هو مفهوم من كلام الجزولي والمصنف أي: إن الطامع يطمع في دنو مضمون خبره فقولك: «عسى الله أن يشفي مرضي» أي: إني أرجو قرب شفائه، وذلك؛ لأن عسى ليس يتعين بالوضع للطمع في دنو مضمون الخبر بل لطمع حصول مضمونه مطلقاً سواء حصوله عن قرب أو بعد مدة مديدة كما تقول: «عسى الله أن يدخلني الجنة» و «عسى النبي أن يشفع لي» فإذا قلت: «عسى زيد أن يخرج» فهو بمعنى لعله يخرج ولا دنو في لعل اتفاقاً. منه - فكذلك عسى وكذا في عَدِّهم «طَفِقَ» ومرادفاته من أفعال المقاربة بمعنى كونها لدنو الخبر نظر؛ لأن معنى «طفق زيد» يخرج أنه شرع في الخروج وابتدأ به وتلبس بأول أجزائه ولا يقال: إن الخروج قرب ودنا من زيد قبل شروعه فيه؛ لأن معنى القرب قلة المسافة بل يصح أن يقال في من شرع في شيء قرب تمام ذلك الشيء على يده وفراغه منه فعلى هذا ليس من أفعال المقاربة التي هي موضوعة لدنو الخبر إلا كاد ومرادفاته. (منه).

(١) إشارة إلى خلاف الزجاج فزعم أنها حرف لما رأى من عدم التصرف. (خالدي).

(٢) في (ب): عسينا وفي (ج): عسيت عسينا، وفي (د): عسى عسيوا.

(٣) وقولهم: «عسى يعسو عسواً» إذا اشتد وصلب قال عدي:

لولا الحياء وأن رأسي قد عسى ... فيه المشيب لزرت أم القاسم

(*) في (أ): وهو غير متصرف وما أثبتناه فهو حسب ما ورد في ب، ج، د.

(٤) فإن قيل: إذا كان أن مع الفعل مؤولاً بالمصدر وهو خبر فكيف يخبر بأسماء المعاني عن أسماء الأعيان؟ قلت: يقدر مضاف إما من الاسم أي: عسى حال زيد أن يخرج، أو من الخبر أي: عسى زيد صاحب أن يخرج. (رضي).