[الفعل]
  دخول «أن» في خبرها ليتحقق معنى الترجي؛ إذ لا يكون إلا في المستقبل (و) لك في ذلك عبارة أخرى وهي: (عسى أن يخرج زيد) فـ «أن» هنا مع الفعل المضارع في تأويل المصدر المرفوع بفاعلية عسى وهي هنا تامة أي: قرب خروج زيد، بخلاف الأولى فهي بمعنى «قارب» ناقصة كما سبق. ويأتي في هذه من الأمثلة مثل الأولى.
  (وقد تحذف(١) أن) من خبر عسى تشبيهاً لها بكاد(٢) ولعل كقول الشاعر:
  ٣٦٦ - عسى الهم الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب(٣)
  والجامع بينهما كونهما من أفعال المقاربة(٤).
(١) في الاستعمال الأول دون الاستعمال الثاني؛ لعدم مشابهة قولك: «عسى أن يخرج زيد» لقولك: «كاد زيد يخرج». (جامي).
(٢) فكما أن «كاد زيد يخرج» لم يذكر فيه «أن» كذلك «عسى زيد يخرج» لم يذكر فيه «أن».
(٣) البيت من الوافر وهو لهدبة بن خشرم العذري من قصيدة قالها في الحبس، ويروى: (الكرب) بدل (الهم).
اللغة: (الهم): الكرب والغم (أمسيت): قال ابن المستوفى يروى بضم التاء وفتحها والنحويين إنما يروونه بضم التاء والفتح عند أبي حنيفة أولى لأنه يخاطب ابن عمه أبا نمير وكان أبو نمير معه في السجن.
الإعراب: (عسى) فعل ماض ناقص (الهم) اسم عسى مرفوع بالضمة (الذي) اسم موصول صفة للهم (أمسيت) أمسى فعل ماض ناقص والتاء اسمه (فيه) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أمسى والجملة من أمسى واسمه وخبره لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (يكون) فعل مضارع ناقص واسمه ضمير مستتر فيه (وراءه) ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم (فرجٌ) مبتدأ مؤخر (قريب) صفة لفرج وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر يكون والجملة من يكون واسمها وخبرها في محل نصب خبر عسى.
الشاهد فيه: قوله: (يكون وراءه ... الخ) حيث وقع خبر «عسى» فعلاً مضارعاً مجرداً من أن المصدرية وذلك قليل.
(٤) في كاد وأما لعل فالجامع بينهما كونهما للرجاء. معنى.