(والثاني) وهو الذي وضع لدنو الخبر حصولاً (كاد تقول: «كاد زيد يجيء») بغير أنْ؛ إذ الفعل تفسير لما تقتضيه كاد من مقاربة⁣^(⁣١) الحصول، (وقد تدخل أن) في خبر كاد حملاً لها على عسى لما قدمنا قال الشاعر:

  ٣٦٧ - رسم عفا من بعد ما كان انمَّحى ... قد كاد من طول البلى أن يمصحا⁣^(⁣٢)

  وهو الدروس.

  (وإذا⁣^(⁣٣) دخل النفي على كاد فهي كالأفعال) المثبتة إذا دخل عليه النفي أفادت انتفاء الحكم عن فاعلها كضرب وقتل إذا دخل عليها النفي (على

(١) وهو أي: ما تقتضيه كاد شيء مجهول إذ معناه قرب حصول شيء منسوب إلى زيد وهو المجيء.

(٢) القائل رؤبة بن العجاج، والبيت من بحر الرجز.

اللغة: (الرسم): الأثر ورسم الدار ما كان من آثارها لاصقاً في الأرض و (عفا) الدروس والهلاك، (البلى) بكسر الباء من بلي يبلى إذا خلق (يمصح) مصح الشيء بالصاد المهملة مصوحاً ذهب وانقطع.

الإعراب: (رسمٌ) خبر لمبتدأ محذوف مرفوع بالضمة الظاهرة (عفا) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو والجملة الفعلية في محل رفع صفة لرسم (من بعد) جار ومجرور متعلق بعفا، وعند الأخفش أن من زائدة وبعد ظرف متعلق بعفا، (ما) اسم موصول مضاف إليه وقيل ما مصدرية مجرورة بإضافة بعد إليها (كان) فعل ماض ناقص واسمها ضمير مستتر تقديره هو (انمحى) فعل ماض وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والجملة الفعلية في محل نصب خبر كان والجملة من كان واسمها وخبرها لا محل لها من الإعراب صلة الموصول (قد) حرف تحقيق (كاد) فعل ماض ناقص واسمه ضمير مستتر تقديره هو (من طول) جار ومجرور متعلق بيمصح الآتي وطول مضاف و (البلى) مضاف إليه (أن) مصدرية (يمصح) فعل مضارع منصوب بأن المصدرية وفاعله ضمير مستتر تقديره هو والألف للإطلاق والجملة من الفعل والفاعل في تأويل مصدر خبر كاد.

الشاهد في هذا البيت: قوله: (أن يمصحا) حيث أدخل «أنْ» في خبر كاد تشبيهاً لها بعسى.

(٣) قال في هامش الأصل: واختلف النحاة في كاد إذا دخل عليها النفي على ثلاثة مذاهب الأول. صح أصل.