[الفعل]
  (وفاعله) أي: فاعل حبذا (ذا) وهو اسم إشارة يعبر به عن الممدوح المتعقل في الذهن إذ معنى حبذا أي: حبب الشيء هذا إذا صار محبوباً جداً (ولا يتغير(١)) عن صيغته سواء كان المخصوص مفرداً أو مثنى أو مجموعاً مذكراً أو مؤنثاً فيها تقول: «حبذا رجلاً زيد» «حبذا رجلين الزيدان»، «حبذا رجالاً الزيدون»، فرجلاً ورجلين ورجالاً تمييز، و «حبذا راكباً زيد» فراكباً حال، و «حبذا راكبين الزيدان»؛ [لأنه جرى مجرى المثل] (وبعده) أي: بعد الفاعل (المخصوص) بالمدح أو الذم كما مثلنا ويأتي فيه الوجهان المتقدمان في مخصوص نعم وبئس (وإعرابه كإعراب مخصوص نعم) كما قدمنا من أنه مرفوع بالابتداء وما قبله خبره أو بالخبرية لمبتدأ محذوف، وقد قيل: إن زيداً بدل من «ذا» وقيل: إن زيداً هو الفاعل و «ذا» زائدة (ويجوز أن يقع قبل المخصوص) في حبذا (وبعده) أي: بعد المخصوص (تمييز(٢) أو حال على وفق مخصوصه) في إفراد وتثنية وجمع وقد مثلنا فيما سبق التمييز والحال اللذين قبل المخصوص ومثالهما بعده «حبذا زيد رجلاً» و «حبذا عمرو راكباً» ولم يجب هنا ووجب في نعم وبئس حيث فاعلهما مضمر؛ لأن الفاعل هنا مبهم(٣) وهو «ذا» كما قدمنا.
(١) أي الفاعل؛ لأنه مبهم كالضمير في نعم وبئس فألزم الإفراد مثله وخلع منه الإشارة لغرض الإبهام فحبذا بمعنى حب الشيء. (نجم الدين).
- فلم يرد بها مشار إليه بنفسه في الخارج وإنما أريد مشار إليه في الذهن يعني أنها عبارة عن الحاضر في الذهن. (سعيدي).
(٢) والعمل في التمييز والحال ما في حبذا من الفعلية وذو الحال هو «ذا» لا زيد؛ لأنَّ زيداً مخصوص والمخصوص لا يجيء إلا بعد تمام المدح والركوب من تمامه، فالراكب حال عن الفاعل لا عن المخصوص. (جامي).
(٣) فله لفظ يخصه والفاعل في نعم مستتر لا لفظ له فجعل لغير الملفوظ على الملفوظ به مزيد في البيان، ولأنهم لو لم يميزوا في نعم وبئس لالتبس الفاعل بالمخصوص في مثل «نعم رجلاً السلطان» فلو ذهبت تحذف رجلاً لم يدر هل السلطان فاعل والمخصوص محذوف أو سيذكر أو الفاعل مضمر والسلطان المخصوص بخلاف حبذا فإن لفظه يرشد إلى أنه الفاعل. (سعيدي).