مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[حروف الجر]

صفحة 314 - الجزء 2

  أو شبهه أو معناه إلى ما يليه(⁣١)) فالفعل نحو: «مررت بزيد» فالباء أوصلت معنى المرور إلى زيد، وشبهه اسم الفاعل نحو: «أنا مارٌّ بزيد»، واسم المفعول نحو: «زيد ممرور به»، الصفة المشبهة نحو: «زيد كريم بالمال»، والمصدر نحو: «مروري بزيد حسن»، ومعنى الفعل نحو: «هذا في الدار أبوك» أي: أشير إليه فيها، ونحو: «يا زيد في الدار» أي: أدعوك فيها، وكذلك: «زيد عندك في الدار» أي: استقر فيها، وقس على هذا.

  (وهي⁣(⁣٢): من وإلى وحتى وفي والباء واللام ورب وواوها وواو القسم وتاؤه وباؤه) وهذه المتقدمة لا تكون إلا حروفاً باعتبار معانيها الأصلية، وإلا فقد جاءت اللام فعل⁣(⁣٣) أمر نحو: «لِ زيداً» و «مِن» كذلك⁣(⁣٤) مِنْ: مَانَ يمين، وإلى اسماً إذا كانت بمعنى النعمة، وفي حالةٍ اسماً من الأسماء الستة كما تقدم حالة


(١) إنما قال: إلى ما يليه ولم يقل: إلى الاسم ليعم الاسم الصريح نحو: «مررت بزيد» والذي في تأويل الاسم نحو: قوله تعالى: {وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ}⁣[التوبة: ٢٥]، أي: برحبها وسميت هذه الحروف حروف الإضافة أيضاً؛ لأنها تضيف الفعل أو شبهه أو معناه إلى ما يليه، وحروف الجر؛ لأنها تجر معاني الأفعال إلى ما يليها، أو لأن أثرها فيما يليها الجر. (جامي).

(٢) وهي على ثلاثة أضرب أحدها أن لا تكون إلا حروفاً وهو العشرة الأولى، وثانيها تكون حروفاً وأسماء وهو الخمسة التي تلي العشرة الأول، وثالثها تكون فعلاً وحرفاً وهو الثلاثة الباقية فكان المجموع ثمانية عشر. تمت كبير.

(٣) قوله: وإلا فقد جاءت اللام فعل أمر نحو: لِ زيداً» من ولي يلي وأصله يَوْلي توسطت الواو بين ياء مفتوحة وكسرة أصلية فحذفت وبقي يلي حذفت الياء أعني حرف الضارعة فبقي «لي» وحكم آخره حكم المجزوم فحذفت الياء فقيل: «لِ زيداً» وإذا وقفت عليه قيل: لِهْ. (نجم الدين). والدليل على أن هذه الحروف قد جاءت أفعالاً قول الشاعر:

  مِنْ أخا جابر وأمَّ أباه ... ولِ زيداً وفِ الشيوخ الكبارا 

تمت والله أعلم.

(٤) في (ب، ج): بزيادة: إذا كان.