[الحروف المشبهة بالفعل]
  ثلاثة أحرف مفتوحة الآخر، ولاتصال الضمير(١) بها كالفعل، وقد تقدم ذكر ذلك وهي: (إِنَّ وأَنَّ) وهما للتأكيد (وكأن) للتشبيه (ولكن) للاستدراك (وليت) للتمني (ولعل) للترجي (لها) أي: لهذه الحروف (صدر الكلام)؛ لدلالة كل واحد منها على نوع من أنواع الكلام، فاستحقت صدر الكلام؛ ليعلم من أول الأمر أن الكلام تمن أو ترج أو نحوه (سوى أنَّ) مفتوحة الهمزة (فهي بعكسها(٢)) أي: بعكس الخمسة الباقية في أنها لا تستحق التصدير(٣).
  (وتلحقها) أي: تلحق هذه الستة (ما) الكافة (فتلغى) عن العمل (على) الوجه (الأفصح) لعدم مشابهتها للفعل من حيث إنها تدخل حينئذ على الأفعال جوازاً فلا تقتضي اسمين كما يأتي(٤)، ومن إلغائها قوله تعالى(٥): {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ}[طه: ٩٨]، وقول الشاعر:
  ٣٩٨ - قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ... إلى حمامتنا أو نصفه فقد(٦)
(١) في (ب، ج): الضمائر.
(٢) وإنما قال: فهي بعكسها مع أنه قد علم من قوله: سوى «أن»؛ لأن المفهوم من قوله: سوى أن هو أن المفتوحة لا تستحق الصدر ويمكن أن لا يكون للشيء استحقاق الصدارة مع أنه يقع صدر الكلام والمفتوحة يمتنع وقوعها في الصدر لما مر؛ فلذلك قال: فهي بعكسها ليعلم أنها مع عدم استحقاق الصدارة لا تقع صدر الكلام أصلاً. (سعيدي).
(٣) في الأصل: الصدرية، وما أثبتناه فهو من (ب، ج)، ولعله أنسب.
(٤) ولأن (ما) لا تدخل على الفعل، فلما دخلت على هذه الحروف أخرجتها عن شبه الفعل؛ ولأنها لما اتصلت بها صارت كالجزء منها فأخرجتها عن شبه الفعل الذي هو بناء آخره على الفتح واتصال الضمائر بها كاتصالها بالفعل؛ ولذلك ابتُدِأ بعدها الكلام. (هطيل).
(٥) في (أ، ج): «أنما إلهكم إله واحد»، وما أثبتناه من التمثيل فهو كما في (ب)، ولعله المناسب لما بَعْدُ من قوله: والغرض من إلحاق (ما) الحصر والله أعلم.
(٦) البيت من البسيط وهو للنابغة الذبياني.
اللغة: (فقد) قد اسم فعل معناه يكفي أو اسم بمعنى كاف.
الإعراب: (قالت) قال فعل ماض والتاء علامة التأنيث والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (ألا) أداة استفتاح (ليتما) ليت حرف تمن ونصب مشبه بالفعل وما زائدة وقد تكون غير عاملة (هذا) =