مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 337 - الجزء 2

  والغرض من إلحاق «ما»⁣(⁣١) الحصر والمبالغة (وتدخل حينئذ⁣(⁣٢) على الأفعال)⁣(⁣٣) كما تقدم قال الشاعر:

  ٣٩٩ - أعد نظراً يا عبد قيس لعلما ... أضاءت لك النار الحمار المقيدا(⁣٤)


= الهاء للتنبيه وذا اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم ليت هذا على رواية نصب الحمام واعتبارها عاملة فأما على رواية الرفع على أنَّ (ليت) غير عاملة فاسم الإشارة مبتدأ و (الحمام) بدل من اسم الإشارة مرفوع (لنا) جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليت على رواية النصب وخبر المبتدأ على رواية الرفع (إلى حمامتنا) جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من اسم ليت أو حال من الضمير المستكن في الجار والمجرور وحماة مضاف و «نا» ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة (أو) حرف عطف بمعنى الواو (نصفه) معطوف على اسم الإشارة اما بالرفع وإما بالنصب ونصف مضاف والهاء متصل مبني في محل جر بالإضافة (فقد) الفاء الفصيحة و «قد» اسم بمعنى «كاف» مبني في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف والمبتدأ المحذوف وخبره في محل جزم جواب شرط محذوف، والتقدير: إن حصل ذلك فهو كاف.

الشاهد فيه: قوله: (ليتما هذا الحمام) حيث يروى بنصب الحمام على إعمال ليت وأنه بدل من اسم ليت ويروى برفع الحمام على إهمال ليت فيكون بدلاً من المبتدأ.

(١) وتفيد (إنّ) مع (ما) في الجملة ما يُفيده النفي والإثبات إذا كانت كافة فإذا قلت: «إنما زيد قائم» فمعناه ما زيد إلا قائم بخلاف ما لو كانت زائدة فإن قولك: «إنما زيداً عالِمٌ» بنصب زيداً لا يفيد الحصر. (خبيصي).

(٢) قال في «الجامي»: لأن ما الكافة أخرجتها عن العمل فلا يلزم أن يكون مدخولها صالحاً للعمل. (منه).

(٣) في (ب، ج، د): بزيادة: جوازاً.

(٤) هذا البيت من الطويل وهو للفرزدق من كلمة يهجو فيها جريراً ويندد بعبد قيس وهو رجل من عدي بن جندب بن العنبر.

المعنى: يتهكم بعبد القيس ويندد به ويهجوه أفحش هجاء وأرذله وأقبحه.

الإعراب: (أعد) فعل أمر والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت (نظراً) مفعول به لأعد (يا) حرف نداء (عبد) منادى منصوب بالفتحة الظاهرة وعبد مضاف و (قيس) مضاف إليه (لعلما) لعلَّ حرف ترج مشبه بالفعل مكفوف وما كافة (أضاءت) أضاء فعل ماض والتاء =