مصباح الراغب شرح كافية ابن الحاجب،

محمد بن عز الدين المؤيدي (المتوفى: 973 هـ)

[الحرف]

صفحة 338 - الجزء 2

  (فإن) مكسورة الهمزة (لا تغير معنى الجملة) فتدخل عليها اسمية موجبة إخبارية مع بقاء معناها على ما كان عليه، وفائدة دخولها توكيد مضمون الجملة فأصل «إن زيداً قائم»: زيد قائم، فلم تغير إنَّ المعنى وإن كانت قد غيرت الإعراب كما ترى.

  (وأن) مفتوحة الهمزة (مع جملتها) متأولة بالمصدر؛ إذ هي مصدرية فيكون الكلام حينئذ (في حكم المفرد) كما سيأتي.

  (ومن ثَمَّ) أي: ومن أجل أَنَّ «إِنَّ» المكسورة لا تغير معنى الجملة (وجب الكسر) لهمزة إن (في موضع الجمل والفتح⁣(⁣١) في موضع المفرد) فرقاً بينهما (فكُسِرَت) همزة إن (ابتداء) أي: في ابتداء⁣(⁣٢) الكلام كقوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ١}⁣[الكوثر]، {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ١}⁣[الفتح]،؛ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ١}⁣[القدر]، لأن أنّ المفتوحة لا يبتدأ⁣(⁣٣) بها كما تقدم. (وبعد القول⁣(⁣٤)) نحو قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ}⁣[مريم: ٣٠]، {قَالَ اللَّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا}⁣[المائدة: ١١٥]؛ لأن، مقول القول لا يكون إلا جملة محكية على حالها


= للتأنيث (لك) جار ومجرور متعلق بأضاء (النار) فاعل أضاء (الحمارَ) مفعول به منصوب (المقيدا) نعت للحمار وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والألف للطلاق.

الشاهد فيه: قوله: (لعلّما أضاءت) حيث دخلت (ما) الكافة على «لعل» فكفتها عن العمل في الاسم والخبر وأزالت اختصاصها بالجملة الاسمية ولذلك دخلت على الجملة الفعلية وهي جملة «أضاءت» مع فاعله.

(١) أي: إثبات أن المفتوحة.

(٢) سواء كانت في أول كلام متكلم نحو: «إن زيداً قائم» أو في وسط كلام لكنه ابتداء كلام آخر في استئناف له نحو: «أكرم زيداً إنه فاضل».

(٣) لأنها مع جملتها في تأويل المفرد مفتقرة إلى جزء آخر يكون مجموعهما كلاماََ. (سعيدي).

(٤) سواء كان القول اسم فاعل أم مفعول أم فعلاً ماضياً أم مستقبلاً أم أمراً أم نهياً فهي مكسورة. (ثاقب).