[الحرف]
  ويكون محلها النصب، (و) بعد (الموصول) قال الله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ}[القصص: ٧٦]، وذلك لأن الموصول إنما يوصل بجملة كما سبق. وكذا تكسر بعد القسم(١) كقوله تعالى: {يس ١ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ٢ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٣}[يس]، {وَالْعَصْرِ ١ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ٢}[العصر]، وبعد النداء(٢) كقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ}[الأعراف: ١٥٨]، وبعد واو الحال(٣) كقوله تعالى: {وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ٥}[الأنفال]، وبعد حتى الابتدائية(٤) نحو: «مرض حتى إنه لا يرجى» وبعد «ألا، وأما» الاستفتاحيتين نحو: قوله تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ}[البقرة: ١٣]، وقبل لام الابتداء(٥) نحو: قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ}[الأنعام: ٣٣]،؛ لأن هذه(٦) مواضع الجمل.
(١) في جوابه؛ لأنه جملة لا محالة.
(٢) لأنها بعد النداء في معنى ابتداء كلام.
(٣) لأن الجملة تقع حالاً ولا دليل على كونها في تأويل المفرد.
(٤) إنما كسرت بعد حتى الإبتدائية؛ لأنه موضع الجملة، فإذا قصد إليها بكمالها وجب الكسر وإن قصد إلى المبتدأ خاصة في الموضع الذي يصح قصده وجب الفتح ووجب تقدير الخبر عند من جوز حذفه مثاله قولك: «عرفت أمور زيد حتى إن أكله بالليل»، إن قصدت إلى كونها جملة مستقلة كسرت وإن قصدت إلى كونه في معنى المفرد فتحت وقدرت الخبر محذوفاً، كأنك قلت: حتى كون أكله بالليل معروف. (هطيل).
(٥) لأنها لا تجامع إلا إن المكسورة.
(٦) والحاصل أنه يجب الكسر في كل موضع يجب وقوع الجملة فيه، والفتح في كل موضع يجب وقوع المفرد فيه؛ لأن ذلك معناهما وموضوعهما، يعني؛ لأن وضع المكسورة لتأكيد النسبة الإثباتية في الجملة التي لا تكون مؤوله بمفرد، ووضع المفتوحة لتأكيد النسبة الإثباتية التي تكون مؤولة بمفرد.